تواصلت، يوم أمس، التظاهرات والاحتجاجات على إعادة مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية، نشر رسوم تصوّر النبي محمداً، ما عدّه كثيرون حول العالم، إساءةً إلى الإسلام والمسلمين. وعبّرت حكومات عربية وإسلامية وهيئات دينية عن استيائها من عمل المجلة «غير الواعي لحقيقة حرية التعبير ومسؤوليتها»، بحسب البعض.ورأت قطر أن نشر رسوم جديدة للنبي محمد «يؤجج الكراهية والغضب»، فيما أعربت عن «استهجانها واستنكارها لما قامت به شارلي إيبدو الفرنسية وبعض الصحف الأوروبية من إعادة نشر صور مسيئة لمقام الرسول الكريم محمد». وتابع بيان لوزارة الخارجية القطرية، أن حرية التعبير «لا تعني الإساءة إلى الآخرين واستفزاز مشاعرهم والتهكم على معتقداتهم ورموزهم الدينية».

وأضافت الدوحة محذرةً من «مثل هذه التصرفات المشينة التي لا تخدم مصلحة أحد»، معتبرة انها تشكل «انتهاكاً للقيم الإنسانية ولمبادئ التعايش السلمي والتسامح والاعتدال والاحترام المتبادل بين الشعوب».
من جهته، جدد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الداعية يوسف القرضاوي، إدانته الرسوم الأخيرة، منتقداً «حالة الصمت غير المبررة» لدى المجتمع الدولي حيال «ازدراء الأديان السماوية». وفيما حذر الاتحاد من «العواقب الوخيمة لاستمرار ازدراء الإسلام والقرآن وبالرسول الكريم»، دعا إلى «تنظيم التظاهرات السلمية القانونية»، طالباً من «الحكومات الاسلامية التدخل لدى الأمم المتحدة لإصدار قانون دولي يجرم ازدراء الأديان السماوية».
وشهدت دول عدة تظاهرات حاشدة، أمس، تعبيراً عن الغضب، حيث شارك نحو 2500 شخص، في تظاهرة وسط عمان، معتبرين «الإساءة إلى الرسول الأعظم إرهاباً عالمياً». وانطلقت التظاهرة من أمام المسجد الحسيني الكبير، وسط البلاد، بمشاركة منتمين إلى جماعة «الإخوان المسلمين» في الأردن ومجموعات شبابية. وكان الديوان الملكي الأردني قد أدان، أول من أمس، نشر الرسم «المسيء»، معتبراً هذا التصرف «غير مسؤول وغير واع لحقيقة حرية التعبير».
كذلك، نددت إيران مجدداً بنشر الرسوم، فيما أعلن طلاب إيرانيون تأجيل تظاهرة كانت مقررة أمس، أمام السفارة الفرنسية في طهران، إلى يوم الاثنين.
وفي باكستان، تظاهر الآلاف بعد صلاة الجمعة، احتجاجاً على نشر الرسوم الجديدة، وتحوّلت الاحتجاج الى صدامات مع الشرطة امام قنصلية فرنسا في كراتشي حيث اصيب المصور الباكستاني لدى وكالة الصحافة الفرنسية، آصف حسن، بالرصاص. وإثر دعوة كبرى الاحزاب الاسلامية في باكستان، ومن بينها الجماعة الاسلامية إلى تظاهرات وطنية بعد صلاة الجمعة، بدأت الصدامات في كراتشي التي تضمّ 20 مليون نسمة، وتعدّ العاصمة الاقتصادية للبلاد، عندما حاول المحتجون الاقتراب من القنصلية الفرنسية.

(أ ف ب، الاناضول)