تجمّع أكثر من مليوني حاج، أمس، على صعيد عرفات، حيث تجمّع آلاف الإيرانيين داخل مخيمهم مرددين هتافات ضد أميركا وإسرائيل، فيما بلغت حصيلة قتلى السيول التي تضرب السعودية منذ يومين 77 قتيلاً، ليس بينهم حجاج.ورغم دعوة السلطات السعودية إلى عدم تسييس الحج، تجمّع آلاف الإيرانيين داخل مخيمهم في عرفات ورددوا هتافات أعلنوا خلالها مجدداً «البراءة من المشركين». وبدأت التظاهرة، وهي تقليد سنوي، بالدعاء الذي قدمه أمير بعثة الحج الإيرانية، ممثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، محمد ريشهري، ثم ردد الحجاج الإيرانيون هتافات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، منها: «الموت لأميركا، الموت لإسرائيل». وانتهى التجمّع من دون أن يسجل خروج أيٍّ من الحجاج الإيرانيين، الذين وصل عددهم هذا العام إلى 65 ألف حاج، خارج الخيام ومن دون أن ترفع أي لافتات.
وتلا ريشهري أمام المجتمعين بيان خامنئي، الذي قال فيه: «نرى اليوم يد أعداء العالم الإسلامي وهي تعمل أكثر من ذي قبل للفرقة بين المسلمين». وأضاف: «وصيتي للعلماء السُّنة والشيعة وخطيب الحرم المكي أن يتنبهوا للوضع الراهن في العالم الإسلامي ويصرخوا في وجه المعتدين والظالمين وأن يُبدوا براءتهم من المشركين بأقوالهم وأعمالهم».
وكان أكثر من مليونين ونصف مليون حاجّ قد تجمّعوا أمس في عرفات، حيث حثّ مفتي المملكة السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المسلمين على «محاربة العمليات الانتحارية»، مشيراً إلى أن الفتنة وتسييس الحج والإرهاب من التحديات التي تواجه المسلمين.
وقال آل الشيخ، في مسجد نمرة، إن «واجب المسلمين محاربة هذا البلاء (الإرهاب). العالم يشكو من هذا البلاء والعمليات الانتحارية التي جلبت على العالم الإسلامي البلاء». وأضاف أن «المخدرات من التحديات التي تهدد الحضارات بالزوال (حيث)... تواجه الأمة عصابات دولية لا دين ولا ضمير لها». وحذر أيضاً من «التشكيك بالحجاب».
من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم أجهزة الإنقاذ السعودية في جدة، عبد الله العمري، أن 77 شخصاً لقوا حتفهم في مكة وجدة بعد أغزر أمطار تهطل على السعودية منذ سنوات. وأضاف أن 351 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين. ولم ترد تقارير عن وجود حجاج بين قتلى السيول.
وبحسب شهود عيان، إن معظم الضحايا لقوا حتفهم عندما حملت المياه سياراتهم أو الحافلات التي كانوا على متنها.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)