خاص بالموقع واشنطن ـ محمد سعيد
كشف تقرير لمكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي «إف بي آي» عن وقوع نحو عشرة آلاف جريمة كراهية في الولايات المتحدة في العام الماضي، لتمثّل ارتفاعاً طفيفاً مقارنة بعام 2007. وقال المكتب في تقريره السنوي بهذا الشأن إن أكثر من نصف تلك الجرائم كان على خلفيات عنصرية، فيما الباقي كان مدفوعاً بالتحيّز لدين (1732 جريمة) أو جنس ضد آخر (1708 جرائم) أو عرق (1226 جريمة) أو الإعاقة (85 جريمة).

وأحصى التقرير 7783 جريمة عام 2008، كان ضحيتها 9691 شخصاً ومؤسسات تجارية ومؤسسات أخرى، بزيادة 2 في المئة مقارنة بعام 2007. وقد بلغ عدد الضحايا من الأشخاص 5542 شخصاً. وسجل التقرير 1617 جريمة تتعلق بالميول الجنسية في عام 2008 بارتفاع كبير بلغ 10.7 في المئة مقارنة بعام 2007. كذلك ارتفعت الهجمات ذات الدوافع الدينية بنسبة8.7 في المئة.

وسجل التقرير وقوع 105 هجمات ضد مسلمين في العام الماضي، فيما سجلت الجرائم النابعة من كراهية ضد اليهود 1103 حالات.

وقال المكتب إنّ من الصعب إجراء مقارنة مع السنوات الماضية لمعرفة اتجاه معدلات جرائم الكراهية، وذلك بسبب طبيعة البيانات المتعلقة بها، التي تقدمها الولايات طوعاً بتفاوت بين عام وآخر.

ويقسم تقرير الـ«إف بي آي» الجرائم إلى نوعين، يطال الأول الأفراد بينما يطال الثاني الممتلكات. وتشير الإحصائيات إلى أن النوع الأول يقع عموماً قرب الأماكن السكنية أو في الطرقات العامة، بينما تتركز صور النوع الثاني في تدمير الممتلكات أو تشويهها أو إحداث أضرار فيها، إلى جانب السرقة. وقد تمكّن رجال الـ«إف بي آي» من اكتشاف 6300 مجرم ضالع في هذه القضايا، يمثّل البيض 61 في المئة منهم، بينما يمثّل السود 20 في المئة، ويتوزع الباقي على جنسيات متعددة.

وكان مركز «ساوثرن بوفرتي لو» قد أشار في تقرير أصدره أخيراً إلى تزايد في أعداد المجموعات المسلحة والميليشيات اليمينية المسلّحة في الولايات المتحدة، ونبّه إلى أن تنامي قدراتها قد يهدّد بدخول الولايات المتحدة في دوامة من العنف الداخلي، في المستقبل القريب.

وذكر المركز أن أجهزة الأمن الأميركية رصدت وجود 50 ميليشيا جديدة في البلاد عام 2009 تمارس تدريبات مسلحة، ونقل عن خبير أمني قوله إن اندلاع عنف وتهديدات باتا مسألة وقت.

وذكر التقرير أن العناصر المسلحة المنضوية في هذه التنظيمات تضم «عناصر قومية» موزّعة على حركات لمجموعات شبه مسلحة أو تيارات تعارض دفع الضرائب للحكومة المركزية أو اتجاهات تنادي بـ«السيادة الوطنية».

كذلك أوضح تقرير نشرته هيئة أميركية مختصة في شهر شباط الماضي أن التنظيمات المتشددة والعنصرية المعروفة باسم «مجموعات الكراهية»، التي تضع نصب أعينها معاداة طبقة أو عرق أو شريحة معينة، تزايدت بنسبة 54 في المئة منذ عام 2000، لتصل إلى أعداد غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة.

وذكر التقرير أن تلك المجموعات التي كانت تصبّ جام غضبها على المهاجرين من أصول أميركية لاتينية (أميركا الجنوبية) بات لديها اليوم أعداء جدد، وعلى رأسهم أول رئيس أميركي أسود اللون باراك أوباما، مشيراً إلى أن الأزمة المالية العالمية رفعت منسوب المشاعر العدائية.