خاص بالموقع- ارتفعت حصيلة المجزرة السياسية التي وقعت في جنوب الفيليبين المضطرب إلى 46 قتيلاً، وهو ما دفع بالرئيسة غلوريا آرويو الى إعلان حالة الطوارئ في المنطقة. وانتشلت الشرطة في جزيرة مينداناو جثثاً اخترقتها العيارات النارية من قبور غير عميقة بعدما خطف مسلحون استأجرهم زعيم سياسي محلي مجموعة من خصومه السياسيين وقتلهم، إضافة إلى صحافيين.وأوضح المتحدث باسم الشرطة، ليوداردو اسبينا، «لقد انتشلنا 46 جثة». وأضاف أنه عُثر على 24 جثة اليوم، إضافة إلى 22 جثة انتُشلت بُعيد المجزرة. ووصف قائد الشرطة جوسيفينو كاتالونا عملية البحث عن الجثث عند منطقة مرتفعة بالقرب من طريق وعرة على بعد نحو سبعة كيلومترات من أقرب طريق معبدة، وقال إنه انتُشل 17 جثة من قبر واحد فقط. وأضاف «لقد كانت الجثث مكومة بعضها فوق بعض، وبدا أنها دُفنت على عجل».
من جهته، قال نائب رئيس اتحاد الصحافيين الفيلبينيين، نانوي اسبينا، إن «على الحكومة دون أي شك أن تحاكم المسؤولين عن هذه المجزرة»، وسط تقارير عن مقتل 12 صحافياً في الحادث.
وفي البداية ذكرت السلطات أن مسلحين خطفوا أكثر من 40 شخصاً يرتبطون بحاكم إقليم ماغينداناو اندال امباتوان وهو زعيم عائلة مسلمة تشارك في ائتلاف أرويو الحاكم. وقالت الشرطة إن مجموعة المخطوفين مؤلفة من أقارب وأشخاص مقربين من إسماعيل مانغوداداتو، إضافة إلى عدد من الصحافيين.
وكان المخطوفون يرافقون زوجة مانغوداداتو أثناء توجهها لمكتب انتخابي لتسجيل اسم زوجها للتنافس على منصب الحاكم أمام نجل أمباتوان في الانتخابات التي ستجري العام المقبل. وكانت زوجة مانغوداداتو من بين القتلى.
ورجح المتحدث باسم الجيش الكولونيل روميو براونر أن تكون عائلة أمباتوان ومقربون منهم مسؤولين عن المجزرة. وقال إن «المشتبه فيهم هم حراس شخصيون لامباتوان وعدد من أفراد الشرطة المحليين وعناصر خارجة عن القانون».
وبدأت تفاصيل مثيرة للاشمئزاز تظهر عن عمليات القتل. وقالت الشرطة إنه يبدو أن العديد من الضحايا قتلوا داخل سياراتهم، ويعتقد أن أحدهم قتل بإطلاق النار عليه أثناء هروبه.
وقال المحقق فليشيسيمو خو إن «جميع الضحايا قتلوا بإطلاق النار عليهم من مسافة قريبة». وعمّا قيل عن تعرض بعض النساء للاغتصاب، قال خو «لا نستطيع أن نؤكد ذلك، ولا إشارات إلى ذلك».
وعائلة امباتوان معروفة بسيطرتها على الحكم السياسي في إقليم ماغينداناو الذي تسكنه غالبية من المسلمين في جزيرة مينداناو، التي تعاني من تمرد الانفصاليين المسلمين منذ عقود. وتلعب هذه العائلة دوراً مهماً في تجميع الأصوات للائتلاف الذي يقوده حزب «لاكاس كامبي» بزعامة أرويو.
وأُقيل رئيس شرطة إقليم ماغينداناو من منصبه واحتجز اليوم «بسبب مسؤوليته في القيادة»، بعدما ذكر شهود عيان أن نائبه واثنين من رجال الشرطة كانوا موجودين خلال المجزرة، بحسب السلطات.
وفيما انتشر آلاف الجنود في إقليم ماغينداناو، في جزيرة مينداناو التي يسودها توتر شديد، أعلنت الرئيسة غلوريا أورويو حالة الطوارئ في تلك المنطقة، مما يسمح بفرض حظر للتجول وإقامة نقاط تفتيش فيها. وقالت أرويو «لن ندخر أي جهد لأخذ حق الضحايا ومحاكمة مرتكبي عمليات القتل، إلى أقصى حد يسمح به القانون».
وتعهد وزير الداخلية رونالدو بونو بأن تكون الحكومة حيادية في جهودها لتحقيق العدالة. وقال في تصريح لتلفزيون «إيه بي أس ــــ سي بي أن» «أريد أن أطمئن الجميع بأننا سنبذل كل ما بوسعنا هنا، وأنه لن يكون أحد فوق القانون».

(أ ف ب)