الحرب في اليمن باتت عنصر توتّر متصاعد بين السعودية وإيران. توتّر يتمثل في اتهامات غير مسبوقة يتبادلها الطرفان، وقد دخل العسكر في إطارها أمس، عندما رأى رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء حسن فيروزآبادي، أن «قتل السعودية للشيعة في اليمن هو بداية لإرهاب الدولة الوهّابي، وهو أمر خطير جداً على الإسلام والمنطقة».وقدم فيروزآبادي تعازيه «لمسلمي العالم ولجميع علماء المسلمين باستشهاد المسلمين المظلومين في صعدة باليمن»، معلناً أنّ على مسؤولي المجتمعات العربية، وخصوصاً اليمن والسعودية أن «يعلموا أن فسح المجال أمام الوهّابيين لقتل الشيعة في اليمن لن يقتصر على هذا البلد، وأن ما يحدث حالياً في أفغانستان وباكستان سيصيب أولاً حماة الإرهابيين الوهّابيين ومن ثم سيشمل جميع المسلمين في العالم عاجلاً أو آجلاً».
وأضاف رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة أن العمليات العسكرية الجارية حالياً في منطقة صعدة باليمن، والتي «تحولت إلى مناورات تمهيدية للمزيد من الاستعداد للهجوم على باقي المسلمين، تعدّ فتنة كبيرة، حيث إن إخمادها بحاجة إلى التحلّي بالكثير من الوعي والسرعة في المبادرة».
وفي السياق، دان المرجع الإيراني آية الله ناصر مكارم الشيرازي ما وصفه بـ«الإبادة الجماعية ضد الشيعة» في اليمن، واتهم أميركا بـ«قمع» الشيعة، والسعودية بـ«إبادتهم».
وندّد الشيرازي، في بيان نقلته وكالة «مهر» للأنباء، بـ«عمليات الإبادة الجماعية للشيعة في اليمن». وقال إن أميركا «ترى أن مصالحها تتحقق في قمع الشيعة». واتهم البيان السعودية «التي تربطها علاقات جيدة مع الحكومة اليمنية» بأنها صبّت «بذريعة اختراق الشيعة لحدود السعودية، وابل قنابلها من البر والجو على المدنيين. وبدأت حملة إبادة جماعية مدعومة من أميركا». ميدانياً، أعلن الحوثيون، أمس، أن القوات السعودية واصلت قصف مناطقهم بالصواريخ. وأشاروا إلى استمرار القصف الجوي السعودي على مديريات الملاحيظ وشدا ورازح. وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في بيان، إنه لم تدر مواجهات «في أي جبهة من جبهات القتال، بل قصف صاروخي ومدفعي تركّز على (جبهة المقاش) بكثافة أكبر، وفي بقية مناطق القصف المعتاد».
وكان مسؤول عسكري يمني قد أعلن مقتل وأسر العشرات من الحوثيين في منطقة العمشية، في محافظة صعدة. وأشار إلى مشاركة رجال القبائل إلى جانب الجيش، وخصوصاً في محور حرف سفيان. وقال إنه قُبض على ثمانية عشر عنصراً من الحوثيين في مناطق عديدة من صعدة، من بينهم عبد الله محمد سالم الشيخ.
(يو بي آي، إرنا)


بدأ نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان زيارة إلى الولايات المتحدة، حيث من المقرر أن يبحث مع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس «عدداً من المواضيع الأمنية المشتركة»، بينها الحملة العسكرية على الحوثيين، بحسب المسؤول الإعلامي في وزارة الدفاع جيوف موريل. ويتوقع أن تدور المناقشات حول طلب السعودية لعدد من المقاتلات الجوية من طراز «أف 15».
(أ ف ب)