خاص بالموقع- خلص زعماء آسيا والمحيط الهادئ في قمة «أيبك»، التي اختتمت أعمالها اليوم، إلى أن تحفيز الإنفاق وغيره من المعايير الطارئة وضعت ركائز الانتعاش الاقتصادي العالمي. لكنهم لم يستطيعوا أن يقدّموا أيّ التزامات تجاه الاحتباس الحراري، وأحالوا الأمر إلى قمة كوبنهاغن الشهر المقبل.ورفض الزعماء الذين اجتمعوا في سنغافورة من أجل المنتدى التعاون الاقتصادي بين آسيا والمحيط الهادئ «أيبك»(21 دولة عضو في المجموعة) السياسات الحمائية، واتفقوا على تطوير استراتيجيات بعيدة المدى تأخذ في الاعتبار الحاجات المتنوعة لاقتصادات المنطقة، التي تمتد من تشيلي حتى الصين.
«الانتعاش الاقتصادي لم يثبّت أقدامه بعد، والمنطقة لا يمكنها أن تعود إلى وتيرة نموّها العادية»، هذا ما أكده البيان الختامي الذي تلاه رئيس حكومة سنغافورة لي حسين لوونغ، مضيفاً «نحتاج إلى نموذج تنموي جديد. نحتاج إلى مثال حيوي للاندماج الاقتصادي».
وقال البيان «سنسعى إلى تحقيق نمو متوازن، مستديم، شامل، مدعوم بالابتكار واقتصاد قائم على المعرفة، من أجل ضمان انتعاش دائم يمكن أن يخلق وظائف ويفيد شعوبنا». ومن أجل هذا الهدف، اتفق زعماء «أيبك» على الحفاظ على السياسات الاقتصادية التحفيزية حتى يصبح الانتعاش الاقتصادي النهائي مؤكداً.
ودعا البيان إلى العمل من أجل تحقيق «نمو اقتصادي متوازن ومستديم وقوي»، واعتماد سياسات تخلق الفرص للجميع، ومن ضمنهم النساء وأصحاب المصالح الصغيرة، وأن تولي عناية أفضل للبيئة، وتشجّع النمو، بينما تخفض الفقر وتضمن الأمن.
وقد غفل البيان الختامي عن ذكر أسعار العملات، إلا أن وزراء مال دول «أيبك» كانوا قد أشاروا إلى «سوق أسعار الصرف الموجه»، وذلك في إشارة إلى العملة الصينية، اليوان، حيث يتهم النقّاد الصين بأنها تقوم بالتدخل لإبقاء عملتها أقل من قيمتها الحقيقية بطريقة اصطناعية، ما يجعل صادرات الدول الأخرى أقل تنافسيةً، ويعطي نقاطاً إضافية للصادرات الصينية.
وعما إذا كان الزعماء قد ناقشوا إشكالية أن ضبط أسعار الصرف كما تفعل الصين يمثّل نوعاً من أشكال الحمائية، أجاب لي «بعض الزعماء أعربوا عن قلقهم».
وفي مسألة الاحتباس الحراري، حُذفت جملة من البيان الختامي تتضمن تأكيد اتخاذ خطوات من أجل تحقيق أهداف مؤكدة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة. وفي المسوّدة، كان التعهّد قد خفض الانبعاثات إلى 50 في المئة عن مستواها في 1992 مع حلول عام 2020، لكن مع التعديل النهائي، اتفق المجتمعون على العمل معاً من أجل تحقيق نتائج مرجوّة في محادثات المناخ المنتظرة في كوبنهاغن ـــــ دنمارك الشهر المقبل.
من جهة ثانية، جال طيف ميانمار ومجلسها العسكري الحاكم «جونتا» على أجواء القمة، فطالب الرئيس الأميركي باراك أوباما بإطلاق سراح زعيمة المعارضة أونغ سان سو كي عندما التقى برئيس وزراء ميانمار تين سين، رغم أنه لم يصافحه في اجتماع زعماء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) العشر في فندق بسنغافورة، وهو الاجتماع الأول الذي يحضره رئيس أميركي.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبز إن أوباما كرر مطالبته بالإفراج عن سو كي، على الرغم من عدم تضمّن البيان الذي صدر عقب الاجتماع المطالبة بالإفراج عنها أو عن أيّ سجين سياسي آخر قبل الانتخابات التي ستجرى العام المقبل في الدولة التي تخضع لحكم عسكري. وأتى اجتماع «آسيان» عقب قمة «أيبك». وللمرة الأولى خلال عقود من الزمان، تتفق دول «آسيان» مع الولايات المتحدة في الرأي تجاه ميانمار.

(أ ب)