خاص بالموقع- انطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم في جولة آسيوية هي الأولى منذ تولّيه الرئاسة في 20 يناير كانون الثاني، وستشمل اليابان وسنغافورة والصين وكوريا الجنوبية، وستتنوع القضايا التي سيطرحها بين الاقتصاد والتجارة والأمن والنووي، بحسب المحطة التي سيتوقف فيها.


اليابان، محطته الأولى، زيارة مقررة يومي 13 و14 الجاريين. تتناول الشكوك المحيطة بعلاقة الحليفة الوثيقة للولايات المتحدة بواشنطن في عهد رئيس الوزراء الجديد يوكيو هاتوياما الذي تعهد بتوطيد علاقات اليابان مع الدول الآسيوية واتخاذ مسار دبلوماسي أكثر استقلالاً عن واشنطن.



ويتساءل كثير من اليابانيين أيضاً إن كان النفوذ الاقتصادي والعسكري المتزايد لمنافستهم التاريخية، الصين، سيؤثر على العلاقات بين واشنطن وطوكيو اللتين تحتفلان بمرور 50 عاماً على التحالف الأمني بينهما العام المقبل. واختار أوباما طوكيو لإلقاء خطاب مهم حول العلاقات الأميركية مع آسيا.



وأحد الموضوعات الحساسة بين البلدين، هو مستقبل قاعدة جوية أميركية في أوكيناوا، يريد محتجون إزالتها من الجزيرة، بينما تسعى واشنطن لنقلها إلى جزء آخر منها أقل كثافة سكانية. ويهدد هذا الموضوع بتعطيل نقل قوات قوامها 47 ألف جندي أميركي في اليابان وإفساد العلاقات الدفاعية. وليس من المتوقع أن يتناول أوباما تلك القضية علناً، وإنما يتوقع أن يعتمد خطاً متشدداً في محادثات مغلقة.



وتريد واشنطن أيضاً من اليابان الإسهام في حربها في أفغانستان بطريقة ما بعد تصريحات هاتوياما حول عدم تجديد التفويض لسفن يابانية في مهمة تزويد القوات بالوقود في المحيط الهندي لدعم الحرب في أفغانستان.



في المقابل، تسعى اليابان للحصول على تأكيدات بأن أوباما سيُبقي الطموحات النووية لكوريا الشمالية على رأس الأولويات الأميركية، وستحصل طوكيو على ذلك. ومعظم صواريخ رودونج التي تمتلكها بيونغ يانغ يمكنها ضرب معظم أنحاء اليابان.



سنغافورة ستكون محطته الثانية، يومي 14 و15 الجاريين. الأزمة الاقتصادية العالمية والتجارة ستكونان الموضوعين الرئيسيين لمحادثات أوباما، حيث من المقرر أن يحضر قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي «أبك» الذي يضم 21 دولة، ويُتوقع أن يُبقي السياسات التحفيزية، ويضغط من أجل التوصل إلى اتفاقية تجارة عالمية العام المقبل.



ويحث أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي أوباما على السعي من أجل التوصل إلى اتفاق تجارة أوسع نطاقاً في المنطقة السريعة النمو يبني على الاتفاقيات القائمة مع سنغافورة وبيرو وتشيلي وأوستراليا، ولكن ليس من المتوقع أن يحقق أوباما الذي أعاقته تحديات سياسية في الداخل الكثير في رحلته في سبيل تحقيق هذا الهدف.



وسيلتقي أوباما أيضاً مع زعماء دول رابطة جنوب شرق آسيا «آسيان» التي تضم عشر دول ومطلوب منه إطلاق محادثات تجارية معها.



وهناك موضوع دقيق مع دول «آسيان» وهو مشاركة ميانمار التي يقاطع الغرب حكومتها العسكرية بسبب سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان. ولكن إدارة أوباما قالت في أيلول الماضي إنها ستسعى إلى تواصل أقوى في محاولة لحفز الإصلاح في ميانمار. وقد شهد هذا الشهر أرفع مستوى لزيارة أميركية للبلاد منذ 14 عاماً. ومن المقرر أن يحضر مسؤولون كبار من ميانمار الاجتماع بين دول «آسيان» والولايات المتحدة.



ما المتوقع من زيارة شنغهاي وبكين؟



من المحطات الحرجة في جولة أوباما، هي زيارته بين يومي 15 و18 تشرين الثاني إلى الصين، صاحبة أكبر دين أجنبي على الولايات المتحدة، وثاني أكبر شريك تجاري لها. ويتوقع أن تتناول المحادثات قضايا شائكة، منها التجارة والعملة الصينية والتغير المناخي والانتشار النووي.



وتريد واشنطن من الصين دعم الجهود الرامية إلى إعادة التوازن إلى الاقتصاد العالمي في مسعى لفتح أسواقها وتحويل تركيز بكين الاقتصادي إلى مستهلكيها بدلاً من الصادرات، وهو ما يشمل السماح بارتفاع عملة الصين بوتيرة أسرع وتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي حتى لا تحتاج الأسر إلى ادخار الكثير للتقاعد أو الرعاية الصحية.



وسيناقش أوباما والرئيس الصيني، هو جين تاو، التغير المناخي، رغم أن بعض المحللين لا يتوقعون نتائج ملموسة من تلك الزيارة.



وستشمل الموضوعات المطروحة على الطاولة الجهود المبذولة لإعادة كوريا الشمالية إلى المحادثات النووية، والتعاون مع الصين في مجالات الأمن والاستقرار وتهريب المخدرات في أفغانستان، ومحاولة واشنطن إشراك بكين في مفاوضات بشأن برنامج إيران النووي.



وفي ظل خلافات تجارية بين البلدين حول منتجات تتفاوت من لحوم الخنازير والدجاج إلى الإطارات والسيارات، سيسعى أوباما لإعادة الاتزان مرة جديدة الى العلاقات التجارية مع الصين.



ولا يُرجح أن تشهد المحادثات تركيزاً كبيراً على حقوق الإنسان، ولا سيما أن أوباما كان قد أصبح الشهر الماضي أول رئيس أميركي يرفض لقاء الدلاي لاما الزعيم الروحي للتيبت، المعارض للصين، في واشنطن منذ 18 عاماً.



وماذا عن محطته في كوريا الجنوبية؟



الموضوعات الأهم ستُطرح خلال زيارة أوباما يومي 18 و19 الجاريين الى سيول التي تتمتع معها واشنطن بعلاقات دافئة. وستتناول طموحات كوريا الشمالية لامتلاك أسلحة نووية واتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.



ورغم تأييد معظم مجموعات الأعمال والزراعة السائدة في الولايات المتحدة للاتفاقية، فإنها تواجه معارضة شديدة من العمال واثنتين من أكبر ثلاث شركات أميركية لصناعة السيارات. وتقول إدارة أوباما إنها تريد توقيع اتفاقية تجارة حرة مع كوريا الجنوبية، ولكن فقط إذا قدمت سيول مزيداً من التنازلات. ولا يشعر المحللون بتفاؤل، لكنهم يترقبون أي تقدم في هذا الموضوع خلال زيارة أوباما.



وكشأن اليابانيين، سيسعى الكوريون الجنوبيون أيضاً لكي يشير أوباما إلى أنه يولي موضوع كوريا الشمالية النووي انتباهاً شديداً.



(رويترز)