strong>يرى سياسيون من الشرق الأوسط أن نفوذ السعودية ومصر، حليفتَي الولايات المتحدة في المنطقة، بدأ يتضاءل، بسبب الأخطاء الأميركية والتحديات التي يمثلها حزب الله و«حماس»نقلت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، عن مسؤولين وخبراء من الشرق الأوسط قولهم إنه في الوقت الذي ترفض فيه إسرائيل الدعوات الأميركية إلى وقف الاستيطان، ومع تراجع فرص استئناف المفاوضات، يبدو أن السعودية ومصر تتحوّلان إلى لاعبين ضعيفين في المنطقة. وعزا هؤلاء ذلك إلى «الخطوات الخاطئة» التي تقوم بها الولايات المتحدة في المنطقة «وتحديّات تتمثل بإيران وسوريا ومعارضة بعض الدول العربية المجاورة الصغيرة، فضلاً عن التحدي الذي تمثّله حركة حماس وحزب الله». وأكد مسؤلون سعوديون ومصريون، بحسب الصحيفة، «هذا الأمر، واعترفوا بأنهم لم يعودوا أسياداً في المنطقة»، مشيرين إلى أن «الرياض والقاهرة تختلفان في كيفية الرد على هذا الوضع». وأوضحت الصحيفة أنه «فيما تسعى السعودية إلى توحيد الصف العربي من خلال التقارب مع زعيمين عربيين هاجماها في السابق، هما الزعيم الليبي معمر القذافي والرئيس السوري بشار الأسد، رفضت مصر المشاركة في هذه الجهود، لأنها تعتقد أن مصيرها الفشل، ما دامت سوريا تصرّ على أن أداء دور المخرّب في المنطقة يفيدها أكثر من الدفع باتجاه السلام». وتابعت الصحيفة أن السعودية «على الرغم من احتياطات النفط الهائلة التي تملكها، إلّا أنها تجد نفسها الآن في وضع لا تستطيع فيه حتى السيطرة على حدودها الخاصة، إذ تتهم إيران بتغذية التمرّد ضد الحكومة في اليمن، كذلك تراجع دورها في لبنان، حيث مركز نفوذها الرئيسي».
وقال مسؤول مصري «إذا لم يكن هناك سلام، عندها فإن كل أولئك الذين يراهنون على فشل السلام، يربحون.. كل هؤلاء الذين يعملون ويراهنون على أن يكون هناك سلام خاسرون، مثلنا. نحن خاسرون لأننا وضعنا هذه المراهنة».
ويقول مسؤول سعودي إن «ما هو معترف به أن لبنان أكثر أهمية لسوريا من أي بلد عربي.. إنه في فنائها الخلفي. نحن نتفهم ذلك. لكن ما نتطلّع إليه هو نوع من الوحدة العربية لوقف التدخل الخارجي في شؤوننا العربية».
ويعتقد مسؤولون مصريون أن الاتفاق بين حركتي فتح وحماس «سيكون في المتناول، نتيجة للوساطة المصرية، إذا لم تتدخل سوريا». ويقول هؤلاء إنهم «سيكونون مسرورين إذا نجحت السعودية، لا في إصلاح العلاقة مع سوريا فقط، بل أيضاً في إقناع السوريين بقطع صلاتهم بإيران، ووقف دعم حماس، وبدعم فعلي للمبادرة العربية للسلام مع إسرائيل، إذا عادت (الأخيرة) إلى حدود عام 1967، وتأسست دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وتحقّق حل عادل لمشكلة اللاجئين». لكنّ المسؤولين المصريين «ببساطة، لا يعتقدون بأن ذلك سيحدث».
وتساءل مسؤول حكومي مصري «هل أعطى الغرب أيّ دعم لهؤلاء المعتدلين في الجبهة الفلسطينية، وعلى الجانب العربي، الذين يؤيّدون السلام؟.. الجواب، لا. هل لدينا يد فارغة؟ الجواب نعم».
(الأخبار)