باريس ــ بسّام الطيارةهل من المعقول أن يكون الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من الذين لا يتعلمون من تجربتهم؟ أيام قليلة مرت على اتهامه بـ«الزبونية» بسبب ما قيل عن تسهيل وصول ابنه البكر جان لهيئة إدارة حي الدفانس المالية في غرب باريس. قدم اعتذاراً وألبسه لباس «الخطأ». ولكن ها هي الصحافة تعود لتكشف عن «محسوبية جديدة» تتعلق هذه المرة بأوسط أبنائه، بيار، الذي دخل عالم الإنتاج الموسيقي حديثاً.
ومختصر الملف الجديد أن هيئة حقوق المؤلفين الموسيقيين رفضت تقديم مساعدة مالية بقيمة تقل عن ١٠ آلاف يورو لشركة ساركوزي الابن، فما كان من مستشار الإليزيه للشؤون الثقافية إيريك غراندو إلا أن حمل هاتفه كي يتصل برئيس الهيئة ويسأله عن سبب الرفض. وبرّرت مصادر في الإليزيه هذا الاتصال بأنه «فقط للاستعلام» ولا يمكن وصف هذا التدخل بأنه «معاملة تفضيلية».
وقالت مصادر إن «مستشار الثقافة يتلقى العديد من الطلبات لتحريك ملفات فنانين»، مضيفة أن «اسم ساركوزي الابن لم يذكر خلال المحادثة». وعلقت مجلة «ماريان» الأسبوعية المعارضة على الحادثة بالقول «كلما كانت التبريرات متعددة، كان من الصعب تصديقها»، وتساءلت: هل يمكن المستشار أن يتحرك بهذه السرعة لو أن صاحب الشأن كان شخصاً غير ابن قاطن الإليزيه؟
وفسرت الهيئة العامة رفضها لطلب بيار ساركوزي بأنه جرت العادة أن «توزع مساعداتها على الأعضاء المنتسبين، وأن بيار غير منتسب».
وليست الزبونية وتراجع المؤشرات الاقتصادية فقط وراء تراجع شعبية ساركوزي إلى ٣٨ في المئة، حيث بلغت نسبة الخائبين من سياسته ٥٨ في المئة، بل اهتزاز الصورة التواصلية لساركوزي بسبب محاولته إبهار مواطنيه.
حدثان متتاليان بهرا المواطن الفرنسي، ولكن على نحو سلبي جداً. قبل أسبوع ونيف، خطب ساركوزي في تجمع مزارعين وقدم لهم حلولاً وصفها بأنها «ثورية» وتعهد خلالها بمساعدات قدرها مليار و٧٠٠ ألف يورو. إلا أن قناة «كنال بلوس» كشفت بعد ٢٤ ساعة أن هذا الخطاب سبق أن ألقاه في شباط الماضي أمام الجسم الزراعي وأن النسخ كان حرفياً.
الحادثة الثانية أبرزت لها صحيفة «ليبراسيون» عنوان «ساركوزي يكتب التاريخ». وأشارت إلى موقع «فايسبوك» للرئيس الذي نشر صورة ساركوزي وهو يوقع على حائط برلين عام ١٩٨٩ في 9 تشرين الثاني وكلام الصورة كان بصيغة المتكلم ويقول فيه ساركوزي: «قررنا التوجه إلى برلين مع ألان جوبيه للمشاركة في الحدث الذي يرتسم في الأفق». وأكدت الصحيفة أن الحائط لم ينهر قبل مساء يوم ٩ تشرين الثاني وأن ساركوزي في هذا اليوم ربما كان في قرية كولومبيه لي دو إغليز في زيارة لقبر الجنرال ديغول.