أعلن الجنرال الأميركي جون كامبل، الذي يقود قوة «الحلف الأطلسي» في أفغانستان، أمس في واشنطن، أن الضربة الأميركية التي أصابت مستشفى قندوز التابع لـ«منظمة أطباء بلا حدود» في أفغانستان، جاءت «بناءً على طلب» القوات الأفغانية التي كانت تتعرض لنيران حركة «طالبان». إلا أن «أطباء بلا حدود» رفضت الرواية الأميركية، منددة بـ«التناقض» الذي يشوبها.
وكانت الغارة التي وقعت قبل ثلاثة أيام قد أدت إلى مقتل 22 شخصاً، هم 12 من طاقم المنظمة الإنسانية وعشرة مرضى، الأمر الذي دفع المنظمة إلى مغادرة قندوز.
وقال كامبل إن القوات الأفغانية «طلبت دعماً جوياً من القوات الأميركية»، التي شنت غارة جوية، مضيفاً أنه «إذا كانت أخطاء قد ارتكبت فسنقر بها. ينبغي محاسبة من هم مسؤولون (عن الغارة) وسنتخذ تدابير لتجنّب تكرارها».
كامبل لم يشرح سبب استهداف المستشفى، في حين أن «أطباء بلا حدود» كانت قد أبلغت السلطات الأفغانية والأميركية بإحداثياتها، ولا سبب لعدم توقف القصف بعد التحذيرات الأولى للمنظمة. واكتفى كامبل بالقول إن التحقيق سيردّ «على كل هذه الأسئلة».
من جهته، تعهّد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر بإجراء تحقيق شامل وشفاف في الغارة، لكنه أشار إلى أن الوضع على الأرض معقد، وأن معرفة الحقائق ستستغرق وقتاً. وأوضح كارتر ــ الذي وصل مدريد في مستهل جولة أوروبية ــ أن الوضع على الأرض مشوّش، مشيراً إلى أن «المحققين ليسوا في موقع الهجوم، وسيستغرق الأمر وقتاً لمعرفة الحقائق».

الأمم المتحدة غير مستعجلة لإجراء تحقيق مستقل بشأن الغارة على المستشفى

وأكد أن القوات الجوية الأميركية اشتبكت في منطقة قريبة من قندوز، وتمّ تدمير أبنية هناك، لكنه قال إنه لا يستطيع تحديد صلة الجيش الأميركي بتدمير المستشفى.
في مقابل ذلك، ندّدت منظمة «أطباء بلا حدود» بـ«التناقض» الذي يشوب رواية الولايات المتحدة عن القصف الأميركي للمستشفى. وقال المدير العام للمنظمة كريستوفر ستوكس إن «رواية (واشنطن) عن الهجوم تتغير على الدوام من أضرار جانبية إلى حادث مأسوي، وهم يحاولون اليوم تحميل المسؤولية للحكومة الأفغانية. الحقيقة أن الولايات المتحدة ألقت هذه القنابل».
وأشار ستوكس إلى أن «لا شيء يبرّر هذا الهجوم الفظيع»، وذلك بعدما كان قد طالب، أول من أمس، بـ«تحقيق شفاف ومستقل» يكشف حقيقة «الشبهات حول (وقوع) جريمة حرب».
في غضون ذلك، أفاد مسؤولون في الأمم المتحدة بأن المنظمة الدولية غير مستعجلة لإجراء تحقيق مستقل بشأن الغارة الجوية الأميركية. وعندما سئل عن مطالبة «منظمة أطباء بلا حدود» بتحقيق دولي مستقل، اكتفى المتحدث باسم الأمم المتحدة بالتذكير بأن الأمين العام بان كي مون سبق أن دعا إلى إجراء تحقيق «كامل وحيادي».
وأضاف ستيفان دوجاريك أنه «ما زال من المبكر (القيام بذلك...)، إننا ننتظر لنرى ما سينتج من تحقيقات رسمية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطسي، وعلى الأرجح الحكومة الأفغانية»، قبل احتمال الذهاب أبعد من ذلك. وقال: «إننا نسعى إلى الحصول على تحقيق ذي صدقية وحيادي، هذا كل ما نستطيع قوله اليوم».
كذلك، أبدى رئيس مجلس الأمن الدولي الجديد لشهر تشرين الأول، السفير الإسباني رومان اويارثن مارشيسي، حذره لدى عرضه للصحافيين برنامج رئاسته. ولفت إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمر بإجراء «تحقيق يتناول الوقائع»، معتبراً أنه يجب الانتظار. وقال: «ينبغي انتظار الأيام المقبلة لرؤية ما إذا كان مجلس الأمن سيتخذ قراراً» بالاهتمام بهذه القضية أو لا.
(رويترز، أ ف ب)