أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن الأشهر المقبلة ستشهد انهيار جدار الحظر الظالم المفروض على إيران، في الوقت الذي أعلن فيه وزير الأمن الإيراني سيد محمود علوي، أن الحكومة كلّفت الوزارة جمع الوثائق المتعلقة بكارثة منى، ليُحدَّد علی أساسها احتمال التعمّد أو عدمه في الحادثة بناءً علی ذلك.
وفيما لم تصدر السلطات السعودية لائحة تفصيلية بجنسيات الحجاج الذين لقوا حتفهم على إثر حادث التدافع في منى، الذي أدى إلى مقتل 769 حاجاً على الأقل، بحسب الرياض، أكدت دول عدة عدد رعاياها الذين قضوا في الحادث، بعد تأكيد هوياتهم، بينما ما زال العشرات مفقودين. ولدى جمع الأرقام التي أعلنتها الدول، فإن الحصيلة ترتفع إلى 1055 قتيلاً.
وفي كلمة خلال مؤتمر «يوم القرية الوطني»، تحدث الرئيس الإيراني عن الاتفاق النووي، وقال: «لا أحد في العالم يقول إن إيران لم تكن ناجحة في المفاوضات النووية». وأضاف أنه «سيرد على منتقدي الاتفاق النووي في الوقت المناسب»، معتبراً أن «الاتفاق لا سابق له، خلال المئة عام الأخيرة».
من جهة أخرى، تطرّق روحاني إلى الانتخابات البرلمانية المقررة خلال آذار المقبل، وقال إنه «من منظار الحكومة لا فرق بين هذا الحزب أو ذاك»، مضيفاً أن «المطلوب لنا أن يأتي إلى الساحة ويفوز المرشحون الأكثر أهلية وكفاءة، ومن يفكرون بمصالح الشعب كله والبلاد». بدوره، أكد مساعد الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري، أن أي فقرة من الاتفاق النووي تؤثر في القدرات الدفاعية للبلاد لن تكون قابلة للتنفيذ. وقال جزائري، رداً علی تصريحات لمسؤولين غربيين بشأن الاتفاق النووي، إن «أضغاث أحلام أعداء الثورة الإسلامية في مجال إضعاف القدرات الدفاعية الإيرانية لن تتحقق».

ارتفع عدد الضحايا في كارثة منى إلى 1055 قتيلاً وفق حصيلة جديدة
وأشار جزائري إلى أن «إيران والمقاومة في المنطقة تعرضتا للتهديد العسكري، صراحة ومراراً، من جانب الحكومة الأميركية الشريرة والكيان الصهيوني الشيطاني واللاشرعي»، مضيفاً: «لذا فإنه في سياق توفير الأمن القومي لنا ولاصدقائنا يجب أن نعزز قدراتنا العسكرية» وأكد أن «هذا الأمر لن يتأثر بأي أمر کان».
أما في ما يتعلق بآخر التطورات المرتبطة بحادثة منى، فقد أعلن وزير الأمن الإيراني سيد محمود علوي، أمس، أن الحكومة كلّفت الوزارة جمع الوثائق المتعلقة بها، ليُحدَّد علی أساسها احتمال التعمّد أو عدمه في الحادثة بناءً علی ذلك.
وقال علوي، في كلمة له خلال مراسم تشييع جثامين الحجاج ضحايا حادثة منی، في مدينة شيراز (جنوب البلاد)، إن «حادثة منی ليست متعلقة بإيران فقط، بل هي قضية تهم العالم الإسلامي و22 دولة إسلامية، الأمر الذي يستدعي الحفاظ علی طابعه الدولي، حيث ينبغي أن يتابع الشعب الإيراني مع سائر الشعوب والدول الإسلامية هذه القضية».
وأوضح وزير الأمن الإيراني أن «الدائرة القانونية في رئاسة الجمهورية مسؤولة عن إعداد المبادئ القانونية ورفع الدعوی من جانب إيران، نيابة عن الأسر المفجوعة، لطرح القضية في المحافل الدولية لاتخاذ الإجراء المناسب في هذا المجال».
وأرجع علوي وقوع الحادث إلى عدم الكفاءة والأهلية وسوء التدبير، موضحاً أن «ما أدى إلى تشديد الكارثة هو سلوك حكام السعودية، ما حوّل الحادث إلى جريمة».
وفي الإطار ذاته، أعلن مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية حسن قشقاوي أن وزارة الخارجية تتابع بجدية مصير سفيرها السابق لدی بيروت غضنفر رکن أبادي، الذي فقد في کارثة منی. وقدم قشقاوي، أمس، شرحاً عن أحدث الإجراءات التي اتُخذت لكشف مصير رکن أبادي. وأشار إلى الاحتمالات التي طرحت بشأن مصير رکن أبادی، ومنها اختطافه في السعودية ونقله إلى فلسطين المحتلة، معتبراً أن «هذه الأخبار تأتي ضمن التكهنات التي لا يمكن تأييدها أو رفضها بنحو کامل».
وأوضح قائلاً إنّ «الظروف هناك کانت بشكل بحيث لا يمكن اختطاف أي شخص، لأن المختطف کان أيضاً عرضة للقتل في تلك الظروف». وأشار إلى أن رواية الأشخاص الذين كانوا برفقة ركن أبادي، قبل اختفائه، لا تؤيد احتمال اختطافه. وفي الوقت ذاته، قال إن «الأوضاع الميدانية تفيد بأنه کلما مضى الوقت، تقلّص الأمل في أن يكون المفقودون على قيد الحياة».
(الأخبار، أ ف ب)