لم ينتظر اليمينيّون والمحافظون يوماً على إمرار قانون الرعاية الصحيّة في الكونغرس الأميركي حتى بدأوا بإرسال التهديدات إلى النواب الديموقراطيين والاعتداء على مكاتبهم
ديما شريف
مرّ قانون الرعاية الصحيّة في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين مرتين هذا الأسبوع. فبعدما أقرّه الكونغرس مساء الأحد الماضي ووقّعه الرئيس باراك أوباما، أعيد طرحه ليل الخميس أمام مجلسي الشيوخ والنواب للتصديق عليه من جديد بعد تصحيحات طفيفة عليه.
لكنّ القانون، على ما يبدو، لم يمرّ مرور الكرام مع الناخبين، الذين لجأ بعض المتطرفين منهم إلى العنف للتعبير عن رأيه فيه.
فبعد أول جلسة لتمرير القانون يوم الأحد الماضي، بدأت تظهر رسائل تهديد موجّهة إلى نواب ديموقراطيين صوّتوا لمصلحته. على سبيل المثال، نشر أحد اليمينيين المحافظين عنوان ما اعتقده منزل النائب عن فيرجينيا توماس بيريلو على مدوّنته ودعا الناس إلى زيارة النائب و«الإعراب عن مشاعركم الحقيقية تجاه قانون الرعاية الصحية في وجهه مباشرة». وتبيّن لاحقاً أنّ العنوان يعود لمنزل شقيق بيريلو.
وحين عرف هذا الشخص، الذي يدعى مايك تروكسل، بذلك قال إنّه لن يزيل العنوان قبل الحصول على عنوان بيريلو الحقيقي. وبرر ذلك بأنّ النواب لن يستقبلوا المعترضين في مكاتبهم، ولذلك من الأفضل نشر عناوين منازلهم.
أما النائبة الديموقراطية عن نيويورك لويز سلوتر، فقد حُطّم زجاج مكتبها بعد تمرير القانون. وتلقى مساعدها مكالمة هاتفية قبل إقرار القانون بأيام هددت من يصوّت لمصلحته بقتل أولاده. وأبلغت سلوتر المسألة للشرطة التي أمّنت حماية لأحفاد النائبة، واستطاعت إيقاف رسالة أرسلت لها بالبريد تحتوي على تهديد.
وفوجئ الموظفون في مكتب النائبة عن أريزونا غابرييل غيفوردز بزجاج المكتب كله محطماً يوم الاثنين الماضي.
غيّر النائب إيرل بومروي رقم هاتفه بعدما أعطاه أحد النواب الجمهوريين لمناصريه
أما النائب بارت ستوباك الديموقراطي، الذي كان معارضاً للقانون بداية، وغيّر رأيه في اللحظة الأخيرة وصوّت لمصلحته، فتلقّى مكالمات هدّد خلالها بالقتل: «أنت ميت، نحن نعرف أين تسكن وسنصل إليك». وقال ستوباك إنّ زوجته تعجز عن الرد على الهاتف من خوفها، فعمدت إلى تعطيل المجيب الآلي (answering machine) لأنّ الرسائل الواردة كانت مليئة بالشتائم المخجلة. وأضاف إنّ الوضع مماثل في مكتبه حيث لا يمكن إجراء مكالمة بسبب حجم الاتصالات الواردة إليه. لكنّ ستوباك، الشرطي السابق، ليس خائفاً، ووجّه رسالة إلى كلّ مهدديه بأنّه كان في مواقف أصعب من قبل وخرج منها.
ومن المتوقع أن يتظاهر عشرات من اليمينيين أمام منزل النائب ستيفن دريهاوس. لكنّ هذا لا يزعج نائب أوهايو بقدر ما غضب من نشر إحدى المجموعات اليمينية إعلاناً ضد القانون استخدمت فيه صورة له ولعائلته، لدفعه إلى التصويت ضده. وقال دريهاوس إنّه طالما حاول قدر الإمكان حماية عائلته، وليس من المنطقي أن يقوم الآخرون بجرّ طفلتيه وزوجته إلى هذه المعركة ونشر صورهنّّ.
ويلوم الديموقراطيون مسؤولين في الحزب الجمهوري على ما وصلت إليه الأمور بين المتطرفين. فزعيم الأقلية في مجلس النواب الجمهوري جون بونر حذر الأسبوع الماضي من أنّ الديموقراطيين المناهضين للإجهاض سيعانون سياسياً إذا صوّتوا للقانون الجديد. ويقول بعض الديموقراطيين إنّ مثل هذا التصريح شجع المتطرفين على تهديد النواب الذين صوّتوا للقانون من دون خوف أو رادع.
كذلك تلقى نائب كاليفورنيا دينيس كاردوزا تهديدات بالقتل بعد التصويت. ووصل إلى مكتب النائب عن نيويورك أنطوني واينر ظرف يحتوي على مسحوق أبيض ورسالة تهديد.
من جهته، غيّر النائب عن داكوتا الشمالية إيرل بومروي رقم هاتفه الخلوي، بعدما أعطاه أحد النواب الجمهوريين لمناصريه الحانقين. وكانت الأمور عكسية بالنسبة إلى النائب عن ماريلاند داتش روبرسبرغر الذي توقف الناس عن الاتصال به منذ مساء الأحد.