نيويورك ـ نزار عبودلم يفوّت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فرصة تأدية دور ناقل التقارير والمواقف الإسرائيلية، حتى وهو يواجه الإهانات الإسرائيلية، وخصوصاً في كل ما يتعلق بغزة والضفة الغربية والمنطقة. وفيما أعرب في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، أمس، عن «استيائه» من قتل شرطة الاحتلال، أربعة شبان فلسطينيين دون العشرين من العمر، سارع وأتبعها فوراً بـ «إدانة» إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة.
وعشية توجهه لحضور القمة العربية في سرت، كشف بان عن نتائج اتصالاته وزيارتيه الأخيرتين إلى موسكو والشرق الأوسط.
وأعرب عن تفهّمه لـ«عزوف العرب حتى عن المفاوضات غير المباشرة» مع تل أبيب، وعبّر عن «شكره لليونة العربية»، متمنياً أن يواصل الفلسطينيون سياسة الحوار. وأكد أنه سيتحدث في سرت إلى رئيس السلطة محمود عباس وغيره من الزعماء العرب معاً أو فرادى، لحثهم على دعم المفاوضات والانتقال إلى صيغتها المباشرة.
وأوضح أن «اللجنة الرباعية للسلام والأمم المتحدة، كانتا واضحتين بأن القدس موضوع يجب التفاوض بشأنه، وتحديد مصير المدينة في مفاوضات الوضع النهائي».
وعن موقف رئيس حكومة الدولة العبرية بنيامين نتنياهو حيال القدس المحتلة، أشار بان إلى أن «مواقف الطرفين بشأن المفاوضات غير المباشرة جرى الاتفاق عليها، وهذا مشجع. لكن يبقى أن نرى مقدار التقدم المحرَز». وتمنّى أن «تضبط إسرائيل نفسها في عملية الاستيطان»، محذراً من أن «الوقت ضيق ويجب تحقيق تقدم للانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع توفير الإرادة السياسية».
وطمأن إلى أنه على علم بالمستوطنتين المنوي بناؤهما في القدس الشرقية، فضلاً عن 20 مسكناً جديداً هذه المرة في قلب الحي العربي. وكرّر بأن «الاستيطان غير شرعي وفق القانون الدولي، ويجب أن يتوقف».
وخلص المسؤول الأممي إلى مجموعة من المواقف بعد مشاهداته واتصالاته في المنطقة والعالم لخّصها بالآتي:
ليس هناك بديل من حل الدولتين، و«يجب أن يكون الهدف حل قضايا الوضع النهائي خلال 24 شهراً».
ثانياً، طالب بتوفير عوامل إيجابية في مقابل العوامل السلبية الكثيرة القائمة، مثل تجميد الاستيطان ورفع الحصار عن غزة، وإنهاء إطلاق الصواريخ منها، وتبادل الأسرى وتخفيف الحواجز «التي تكبّل أوضاع الفلسطينيين المعيشية»، وتبادل الأسرى وتوحيد الفلسطينيين، وتعزيز الأمن والاقتصاد الفلسطينيين.
ورداً على سؤال لـ«الأخبار» عما إذا كان يتعين على سكان غزة الانتظار حتى نهاية المفاوضات لرفع الحصار عنهم، وصف الأمين العام الوضع في غزة بـ«المأساوي». وقال إن زيارته للقطاع كانت «ثقيلة على قلبه».
وفي سؤال آخر لـ«الأخبار» عن الخطوات التي يوصي باتخاذها إذا واصلت دولة الاحتلال حصارها، أجاب إنّ «الرباعية في بيانها قالت إنها ستراقب الوضع وتتخذ أيّ خطوات إضافية إذا دعت الحاجة». وتابع «أحث الإسرائيليين من كل قلبي على أن يخففوا الحصار ويعملوا على حل الأمور للمدى البعيد. وتخفيف الحصار وفتح المعابر يجب أن يجريا من دون شروط على أسس إنسانية».
كذلك كشف بان أنّ حكومة نتنياهو أثارت معه «قضية إقليمية أخرى»، متحدثاً عن برنامج إيران النووي، ومشاركاً تل أبيب قلقها، مذكّراً بوجود «إجماع دولي على معالجة هذه القضية، وهناك عملية دبلوماسية حاسمة تجري حالياً».
وأوضح بان أنّ المسألة الإيرانية هي «أحد الأمور التي تحظى بإجماع دولي من حيث القلق من البرنامج النووي». وفيما ذكّر بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية «لم تتمكن من التحقّق من مدنية البرنامج»، فإنه أصرّ على ضرورة أن تتواصل المفاوضات.