strong>تحاول دول الاتحاد الأوروبي الوصول الى اتفاق على فرض إجرءات عقابية جديدة ضد إيران، من بوابة تشويش طهران على بث الأقمار الاصطناعية الأوروبية، ومراقبة الانترنتبالتزامن مع تحرك أوروبي لفرض عقوبات ضد إيران بسبب تشويش السلطات الإيرانية على البث الفضائي الأجنبي، تواجه الولايات المتحدة مأزقاً إزاء الطرق التي تستطيع بها تسليح حلفائها العرب، في ظل قلقهم من الجمهورية الاسلامية، التي شهدت أمس اعتقال حفيد الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني.
وقالت صحيفة «فايننشال تايمز» إن واشنطن أخّرت طلباً من دولة الإمارات العربية المتحدة للحصول على معلومات عن احتمال شرائها مقاتلات من طراز «جوينت سترايك فايتر»، أو «جي إس إف». ونقلت عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن الامارات طلبت أخيراً من وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) معلومات سرية عن مقاتلة «جي إس إف»، وردّت الولايات المتحدة بأنها تريد أولاً إنهاء مراجعة لمبيعات أسلحة محتملة إلى دول الخليج، لم تكملها حتى الآن.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التأخير يعكس المعضلة التي تواجهها إدارة الرئيس باراك أوباما بشأن كيفية تحقيق التوازن بين الأولويات الدبلوماسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط، مع أن الولايات المتحدة سلّحت أصدقاءها العرب على مدى عقود، لكنها حجبت أفضل التكنولوجيا عنهم لضمان احتفاظ اسرائيل بتفوق عسكري نوعي.
وقالت الصحيفة إن اهتمام الامارات بالمقاتلة «جي إس إف»، إلى جانب نظام دفاعي صاروخي، يسلّط الأضواء على قلق دول الخليج المتزايد من إيران وتصميم هذه الدول على بناء قدرات عسكرية.
وقالت «الفايننشال تايمز» إن السماح لدول عربية بالحصول على مقاتلة «جي إف إس»، التي وصفها وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بأنها عصب تفوّق الجيل المقبل لسلاح الجو الأميركي، سيمثل نقلة نوعية في استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة لأن إسرائيل طلبت شراء هذه المقاتلة.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «التايمز» أن بريطانيا وفرنسا قادتا تحركاً لفرض إجراءات عقابية ضد إيران، وتقديم احتجاج رسمي، بسبب تشويش السلطات الإيرانية على البث الفضائي الأجنبي داخل أراضيها منذ أواخر العام الماضي.
وبعد الاجتماع الذي عقده وزراء خارجية الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس، أشار دبلوماسيون إلى إمكان أن تشمل هذه الإجراءات، وقف تصدير معدات تصنعها شركات أوروبية تسمح باعتراض البريد الالكتروني ومحادثات الهواتف المحمولة.
لكن وزراء الاتحاد، في بيانهم الرسمي، اكتفوا بدعوة «السلطات الإيرانية الى وقف التشويش على بث الأقمار الاصطناعية ومراقبة الانترنت ووضع حد فوري لهذا التدخل الالكتروني».
وتأثرت بهذا التشويش هيئات إعلامية مثل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) والاذاعة الألمانية «دويتشه فيله». كما تأثرت قدرة دخول المواطنين الإيرانيين على الانترنت.
إلى ذلك، اعتقل حفيد رئيس مجلس الخبراء الإيراني، أكبر هاشمي رفسنجاني، أمس في طهران لدى عودته من لندن، حسبما افادت وكالة «فارس» للأنباء.
وأفادت «فارس»، استناداً الى مصدر قريب من عائلة رفسنجاني، بأن «حسن لاهوتي الذي غادر إيران بعد عشرة ايام من الانتخابات الرئاسية متوجهاً الى لندن حيث يقيم، اعتقله الليلة الماضية لدى وصوله الى طهران عناصر أمن يحملون مذكرة توقيف قضائية واقتيد الى السجن».
(أ ف ب، يو بي آي)