علي حيدرخاص بالموقع - تحوّلت الزيارة التي يقوم بها نتنياهو إلى واشنطن إلى فرصة لإعادة ترميم العلاقات الشخصية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما. وبحسب ما أفادت التقارير الإعلامية الإسرائيلية يُتوقع أن يجتمع الزعيمان اليوم، في لقاء هو الرابع بينهما منذ تسلّمهما منصبيهما. وكانت اللقاءات الثلاثة السابقة قد جرت في أجواء متوترة، على خلفية الموقف من سياسة نتنياهو تجاه المسار الفلسطيني.
وفي إيحاء ينطوي على الشعور بالانتصار، قدّر مقربون من نتنياهو أنّ «البيت الأبيض تسلّق في الأزمة الأخيرة شجرة عالية»، مشيرين إلى أنه «لم يكن هناك نيّات بتحدي إدارة أوباما خلال الزيارة الحالية، رغم أنه ما من شك في أن واشنطن تستقبل نتنياهو في أجواء أكثر راحةً له». ووصف مقربون من رئيس الوزراء الأزمة الأخيرة بشأن البناء في شرقي القدس بأنها كانت بمثابة «ضوء أحمر أوضح لنا الفجوات بين المواقف»، في إشارة إلى وجود تباين بين الطرفين الأميركي والإسرائيلي، لكنهم أضافوا إنّ المسألة تتعلق بخلافات تواصلت طوال فترة ولايات حكومات إسرائيلية وإدارات أميركية كثيرة، «لكنهم عرفوا بطريقة أفضل كيف يقلّلون من شأنها».
ورأى مقربون من نتنياهو أنه بعد التوضيحات التي قدّمها رئيس الوزراء أصبح واضحاً للبيت الأبيض أنْ «لا معنى لاستمرار المشادة بين الحلفاء، بسبب مواضيع مهمة جداً أخرى مطروحة على جدول الأعمال»، في إشارة إلى مواجهة البرنامج النووي الإيراني.
رغم هذه التقديرات أقروا في حاشية نتنياهو بأنه «لا شك في أن الأزمة الأخيرة أنتجت شكوكاً متبادلة سوف تلقي بظلالها على العلاقات بين العاصمتين»، وبأن دعوة نتنياهو للقاء الرئيس (الأميركي) ونائبه جو بايدن وعدد من الوزراء الرفيعي المستوى «لا تكفي لطمسها، وأن المطلوب هو المزيد من الأعمال لإنتاج الثقة والمودّة التي سادت بين تل أبيب وواشنطن في الماضي».
ويُفترض أن يلتقي نتنياهو وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس، وعدداً كبيراً من أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ الأميركيين، على أن يصل مساءً إلى البيت الأبيض للقاء أوباما ومن ثم يعقد غداً الأربعاء سلسلة من المقابلات الصحافية مع وسائل الإعلام الأميركية، يتوجّه في أعقابها إلى إسرائيل، بعدما أُلغيت زيارته إلى مقر الناتو والاتحاد الأوروبي في بروكسل.
من جهة أخرى، أكد نائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم أنه «فور انتهاء فترة التجميد سيُستأنف البناء في كل المستوطنات، وبالطبع في القدس»، وأضاف شالوم إنّ رحلة نتنياهو «هي الرحلة الأهمّ منذ سنوات لرئيس وزراء (إسرائيلي) إلى الولايات المتحدة»، وعزا ذلك إلى كونه «يسافر بتفويض ليس فقط منا، بل من كل الشعب اليهودي».