خاص بالموقع- ذكر تلفزيون سويسري أنّ حكومة جنيف الإقليمية مستعدة لدفع تعويضات لنجل الزعيم الليبي معمر القذافي، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات الدبلوماسية مع ليبيا. ورفض كلّ من المتحدث باسم كانتون جنيف وتشارلز بونشيت محامي هنيبعل القذافي التعليق على ما قاله التلفزيون، قبل الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإقليمية الأربعاء.
وعرض تلفزيون «اس اف تي في» السويسري العام، في وقت متأخر من الثلاثاء، وثيقة تقدمت بها حكومة جنيف إلى المحكمة في 16 آذار تعترف فيها بمسؤوليتها عن تسريب صور التقطتها الشرطة لنجل القذافي أثناء اعتقاله لفترة وجيزة في تموز 2008.

وأوقف هنيبعل القذافي يومين للاشتباه في أنّه أساء معاملة اثنين من خدمه، ما أدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين.

وقال دبلوماسيون إنّ نشر صور هنيبعل القذافي، في صحيفة محلية في أيلول، فاقم غضب عائلة القذافي.

وذكر التلفزيون أنّ مجلس ولاية جنيف طلب من محكمة محلية الإقرار بأنّ «دولة جنيف تقبل مسؤوليتها على أساس أنّ صور هنيبعل القذافي كان من غير المفترض أن تصل أبداً إلى صحيفة تريبون دي جنيف».

كذلك طلبت من المحكمة، التي من المقرر أن تنظر في طلب الحكومة الخميس، «تحديد تعويض عادل» للمشتكي.

ودعت حكومة جنيف المحكمة إلى تحديد دور الجريدة وحصتها من التعويضات غير المحددة عن الأضرار، طبقاً للوثيقة. إلا أنّ حكومة جنيف رفضت بشدة الاعتذار عن اعتقال هنيبعل القذافي وزوجته، وتمسّكت بقرارات الشرطة والقضاء المحلي.

وفي آب الماضي، أثار الاعتذار الذي تقدم به الرئيس هانز ـ رودلف ميرز إلى ليبيا عن «الاعتقال غير العادل» لهنيبعل، ضجة سياسية داخلية مريرة، ولم يساعد في حل الأزمة التي تصاعدت.

وتأجّج الخلاف بين البلدين لدى توقيف رجلي أعمال سويسريين في ليبيا، ولا يزال أحدهما، يدعى ماكس غولدي، مسجوناً في ليبيا بعد صدور حكم عليه.

من جهة أخرى، نفى مصدر ليبي مسؤول ما تردّد عن قرب عودة المهندس سيف الإسلام القذافي إلى ليبيا للمشاركة في استقبال الرؤساء والقادة العرب الذين سيشاركون في القمة العربية التي ستعقد في مدينة سرت يومي 27 و 28 من الشهر الجاري.

وقال المصدر لـ«الأخبار» إنّ نجل القذافي لم تعد لديه أيّة ارتباطات بعمل الدولة الليبية، وإنّه منذ إعلانه عام 2008 اعتزاله الحياة السياسية والعمل العام قد أنهى كل ارتباطاته الرسمية بالحكومة والدولة في ليبيا.

وجاء هذا التأكيد في وقت قالت فيه مصادر دبلوماسية غربية وعربية في طرابلس إنّ غياب نجل القذافي أدى إلى تزايد حدّة الأزمة الليبية السويسرية، وسط معلومات خاصة عن استياء سيف الإسلام من الطريقة التي أدارت بها السلطات الليبية هذه الأزمة.

وقال دبلوماسي غربي في طرابلس عبر الهاتف «نفهم أنّه غير راض ويشعر بالاستياء مما حدث. وفي تقديري، لو كان موجوداً هنا لما تطورت الأمور إلى وضعها الحالي».

وتعكس تصريحات هذا الدبلوماسي عموماً رؤية العديد من الأوساط الغربية في العاصمة الليبية لاستغلال بعض المحيطين بوالد سيف الإسلام، العقيد القذافي، اعتزال نجله للعمل السياسي العام وتصعيد الأزمة الأخيرة مع سويسرا.

وقالت مصادر غربية وليبية إنّ صراعاً مكتوماً يدور بين أبناء القذافي حول الطريقة التي يجب أن تدار بها الأزمة مع سويسرا، مشيرة إلى أنّ هنيبعل، النجل الأصغر للقذافي، لا يرغب في تدخّل شقيقه سيف لاحتواء هذه الأزمة.

وبدت الدكتورة عائشة، ابنة القذافي، متحفّزة في المقابل لمعاقبة سويسرا، بسبب عملية توقيف هنيبعل. ومع أنّ اسم سيف الإسلام يأتي في المرتبة الثانية مباشرة بعد والده على قائمة سوداء تضم 188 مسؤولاً ليبياً على رأسها العقيد، قالت سويسرا إنّهم ممنوعون من دخول أراضيها، إلا أنّ نجل القذافي لم ينتقد هذه القائمة ولم يعلّق عليها.

وقال مسؤول ليبي إنّ نجل القذافي انتقد بشدة تصعيد الأزمة مع السلطات السويسرية، وإنّه وصف أداء الدولة الليبية بالغباء السياسي، لافتاً إلى أنّه ليس من مصلحة ليبيا افتعال معارك سياسية في الخارج، في وقت تحتاج فيه أكثر إلى التركيز على مشاكلها الداخلية.

ويقوم نجل القذافي، الذي يترأس منظمة خيرية غير حكومية هي «مؤسسة القذافي للتنمية»، بزيارة خاصة إلى البرازيل، حيث دشّن أخيراً معرضاً لرسومه الفنية بعنوان «الصحراء ليست صامتة»، في المتحف البرازيلي الأفريقي في مدينة ساو باولو.

وكان الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، الذي استقبل نجل القذافي بمدينة ساو باولو يوم الأربعاء الماضي، قد وصف خلال هذا اللقاء العلاقات بين ليبيا والبرازيل بأنّها وطيدة، وأكد عمله من أجل تطويرها.

ونقلت مصادر ليبية مرافقة لنجل القذافي عن الرئيس البرازيلي أنّه يتمنى أن يزور الزعيم الليبي البرازيل قبل انتهاء ولايته في شهر كانون الأول من العام الجاري.

(الأخبار، أ ف ب)