ردّ أمس رئيس الوزراء الصيني وين جياباو على المطالبات الأميركية بخفض قيمة العملة الوطنية. وتطرق إلى مسألتي بيع الأسلحة الأميركية لتايوان ومقابلة الرئيس الأميركي للدالاي لاما، متهماً واشنطن بانتهاك السيادة الصينية
ألقى رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أمس بالمسؤولية على الولايات المتحدة في الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها العلاقات بين بكين وواشنطن. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن وين قوله، في مؤتمر صحافي عقد بعد الاجتماع الختامي للدورة السنوية للبرلمان الصيني، إنّ «العلاقات الصينية ـــــ الأميركية الحجر الأساس في الدبلوماسية الصينية، وإنّها لا تتعلق فقط بمصالح الشعبين بل تتجاوز المنظور الثنائي».
وأشار وين إلى أنّ «العلاقات الصينية الأميركية شهدت انطلاقة جيدة بعد وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السلطة»، غير أنّ صفقة بيع الأسلحة لتايوان في كانون الثاني ولقاء أوباما مع الدالاي لاما مثّلا «انتهاكاً لسيادة الصين». وأضاف أنّ هاتين المسألتين «أثارتا بلبلة كبيرة»، معتبراً أنّ «المسؤولية لا تقع على عاتق الطرف الصيني بل على عاتق الطرف الأميركي».
وأعرب وين عن أمله أن تواجه الولايات المتحدة المشاكل بإنصاف، وأن تعمل على إعادة العلاقات مع الصين إلى وضعها الطبيعي، وأن تعمل على تحسينها. وقال إنّ «العلاقات السلمية والثقة المتبادلة تفيد الجانبين، فيما المواجهات والشك قد يؤذيانهما»، داعياً إلى «تعزيز العلاقات من خلال الحوار والتعاوين والشراكة بدلاً من المواجهة والمنافسة».
وفي ما يتعلق بتايوان، أعرب وين عن أمله بأن يزورها في المستقبل بعد التقارب الكبير الذي حصل بين بكين وتايبه. وقال «لا يمكن الخلافات بين الأشقاء أن تحجب علاقات القربى، وإنّني واثق بأنّ المشكلات ستحل في نهاية المطاف». وأضاف «لا أزال احتفظ بالأمل بأن أزور تايوان يوماً». وأشار إلى أنّه لا يمكن «الأحداث السياسية» خلال السنين الستين الأخيرة أن تمحو خمسة آلاف سنة من الثقافة والتاريخ المشتركين.
من جهة ثانية، رفض وين الدعوات إلى رفع قيمة اليوان، ووصف مطالبة الولايات المتحدة وغيرها من الاقتصادات الكبرى الصين برفع قيمة عملتها بأنّها غير مفيدة وتعدّ شكلاً من أشكال السياسات الحمائية. وتعهد بأن تتمسك بكين بنهجها الخاص لإصلاح العملة وسط الساحة الاقتصادية التي تكتنفها المخاطر. وقال «نعارض أسلوب الاتهامات المتبادلة بين الدول، بل وإجبار الدول على رفع سعر الصرف، لأنّ ذلك لن يساعد على إصلاح سعر صرف اليوان». وتابع «لا نعتقد أنّ قيمة اليوان منخفضة».
وقال وين «يمكنني أن أفهم رغبة بعض الدول في زيادة الصادرات، ولكن ما لا استوعبه هو خفض دولة لقيمة عملتها ومحاولة الضغط على دول أخرى لرفع قيمة عملاتها بهدف زيادة الصادرات». كذلك تحدث عن مخاوف بكين بشأن سياسة واشنطن. وقال «نحن قلقون بشأن عدم استقرار الدولار الأميركي. إذا كنت قد أعربت عن قلقي العام الماضي، فالآن أقول إنّني ما زلت قلقاً هذا العام».
والصين أكبر مالك لسندات الدين الأميركية على مستوى العالم بإجمالي 894.8 مليار دولار. وقال «لا نتحمّل تبعات أي خطوة خاطئة بشأن استثماراتنا مهما كانت ضآلتها. الحكومة الأميركية تضمن الدين الأميركي، لذا آمل أن تتخذ الولايات المتحدة خطوات ملموسة لطمأنة المستثمرين الدوليين».
ولفت وين إلى أنّه «عندما اندلعت الأزمة المالية الدولية وانتشرت، فإنّ سعر صرف الرنمينبي (اسم آخر لليوان) الثابت قدّم مساهمة مهمة» في استقرار السوق. وتابع إنّ «إصلاح سعر الصرف بدأ في تموز 2005، وارتفع سعر صرف اليوان منذ ذلك الحين بنسبة 21 في المئة في مقابل الدولار».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)