وبحصول «سيريزا» على 145 من المقاعد النيابية الثلاثمئة في الانتخابات التشريعية اليونانية التي جرت يوم الأول من أمس، لن يتمكن تسيبراس من الحكم منفرداً، فقرر تجديد الائتلاف مع شريكه في الحكومة السابقة، حزب «اليونانيين المستقلين»، الذي نال 10 مقاعد نيابية في الانتخابات الأخيرة، ما يتيح له الحصول على الغالبية المطلقة، مع 155 نائباً.
ومن المتوقع أن يعلن تسيبراس اليوم تشكيلة حكومته الائتلافية الجديدة، التي ستكون مهمتها الأساس تنفيذ «مذكرة التفاهم» المبرمة في تموز الماضي مع دائني بلاده، الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، والتي وصفها وزير المالية الأسبق، يانيس فاروفاكيس، بوثيقة «الاستسلام»، وذلك لأنها تفرض سياسات «تقشفية» قاسية، يقر تسيبراس نفسه بأنها ستدفع الاقتصاد إلى المزيد من الركود، وذلك في نكوث لجميع الوعود التي كان «سيريزا» قد قطعها لناخبيه مطلع العام الجاري.
ورحب القادة الأوروبيون بعودة تسيبراس إلى السلطة، مذكرين إياه بضرورة التزامه تطبيق شروط برنامج القروض الثالث، وهي أسوأ من تلك التي رفضها اليونانيون في استفتاء شعبي نظمته الحكومة في 5 تموز الماضي.
ومن جهته، أرسل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، برقية تهنئة إلى تسيبراس. وأفاد المكتب الإعلامي للرئاسة الروسية بأن رئيس الدولة أعرب في البرقية عن أمله في مواصلة الحوار البناء والعمل المشترك على تعزيز التعاون الروسي ــ اليوناني في مختلف المجالات، بما في ذلك قطاع الطاقة والعلاقات الاقتصادية والإنسانية. وقال العضو في حزب «اليونانيين المستقلين»، تيرينس كويك، لوكالة «سبوتنيك» الروسية، رداً على سؤال عمّا إذا كانت الحكومة الجديدة تعتزم التعاون مع روسيا في إطار مشروع خط غاز «السيل التركي»، إن الحكومة الائتلافية «على استعداد (للتعاون)، والآن كل شيء يعتمد على روسيا». وكانت روسيا واليونان قد وقعتا في شهر حزيران الماضي مذكرة تفاهم للتعاون في بناء وتشغيل خط أنابيب لنقل الغاز عبر الأراضي اليونانية، يكون امتداداً لخط «السيل التركي» العابر لتركيا.
(الأخبار، أ ف ب)