أعلنت كوبا أمس أن الدبلوماسي خوسيه كاباناس تسلم رسمياً، يوم الخميس الماضي، مهماته كأول سفير لهافانا لدى الولايات المتحدة منذ 54 عاماً. ويأتي الإعلان قبل يوم من زيارة البابا، عرّاب التقارب بين البلدين، لكوبا، التي سيمكث فيها 4 أيام، قبل التوجه مباشرة إلى الولايات المتحدة.
وكان كاباناس يدير شعبة المصالح الكوبية لدى الولايات المتحدة منذ عام 2012، ثم أصبح قائماً بأعمال السفير عند استئناف العلاقات رسمياً بين البلدين في 20 تموز الماضي. وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الكوبية، قدّم كاباناس أوراق اعتماده للرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال مراسم أقيمت في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، لتسلم أوراق اعتماد 16 سفيراً جديداً، وذلك في «خطوة جديدة على طريق عملية تطبيع العلاقات بين البلدين». وأضاف البيان أن كاباناس وأوباما ناقشا العلاقات الثنائية على هامش المراسم تلك. ويُذكر أن واشنطن لم تعين بعد سفيراً لها لدى هافانا.
ومن جهته، قال وزير خارجية الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولينان، إن البابا فرنسيس عارض دائماً الحظر التجاري والاقتصادي على كوبا (الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة على الجزيرة منذ مطلع ستينيات القرن الماضي)، وذلك لأن ضرره الأكبر يقع على المواطنين العاديين. وقال بارولين إن «من المأمول أن (إنهاء الحظر) سيجلب أيضاً انفتاحاً أكبر، في ما يتعلق بالحرية وحقوق الإنسان». لكن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، كان قد صرّح الشهر الماضي بأنّ من غير المرجح أن يصوت الكونغرس الأميركي لرفع الحظر الاقتصادي عن كوبا، ما لم تحسّن حكومتها سجلها في حقوق الإنسان، على حد قوله. وترفض كوبا بشدة هذا الابتزاز الأميركي، وتعدّ رفع الحصار عنها شرطاً أساسياً لتطبيع العلاقات بين البلدين.
وفي رسالة بثها التلفزيون الكوبي يوم أمس، أشاد البابا فرنسيس بشجاعة الكوبيين وتضامنهم في مواجهة الصعوبات قائلاً إن «التفكير في تعلقكم بالسيد المسيح، والشجاعة التي تواجهون بها الصعوبات اليومية، والحب الذي يحملكم على مساعدة ودعم بعضكم البعض الآخر على دروب الحياة، يساعدني كثيراً».

(الأخبار، أ ف ب، رويترز)