صعّدت روسيا أمس في لهجتها حيال إيران ونبشت ماضي العلاقات معها لتقول إن محاولاتها لحل الأزمة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني لاقت تجاهلاً متكرراً من جانب طهران التي حافظت على لغتها الدبلوماسية المعتادة، مقدّرة موقف موسكو من اتفاق طهران الأخير. ووصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أول من أمس، بأنها «انفعالية». وكان نجاد قد قال إن الدعم الروسي للعقوبات «غير مقبول بالنسبة إلى الشعب الإيراني».
وفي تلميح إلى سبب نفاد صبر روسيا من إيران، ذكر لافروف أن «القادة الروس حاولوا مراراً حل النزاع لكن إيران رفضت الاستجابة بصورة ملائمة». وقال لافروف، في مؤتمر صحافي في موسكو: «لا أريد أن أُعطي مثالاً ملموساً، لأن ذلك سيستغرق وقتاً طويلاً حول الكيفية التي ساعدت بها القيادة الروسية بما في ذلك الرئيس (ديمتري مدفيديف) وكثير من مسؤولي الدولة في البحث عن تسويات مقبولة قد تسهم في كسر الجمود بشأن البرنامج النووي الإيراني. ونأسف بشدة لأن استجابة إيران على مدى سنوات، لا شهور فقط، لهذه الجهود، كانت في أحسن الأحوال غير مرضية».
ووصف لافروف اتفاق مبادلة الوقود المبرم بين إيران وتركيا والبرازيل بأنه سيمثّل انفراجة مهمة إذا نُفِّذ، مشيراً إلى أن «الاتفاق يسهم في حل قضية البرنامج النووي الإيراني سلمياً، وهذا سبب في اعتقادنا أنه لا بد من بذل كل الجهود لتنفيذه. لكن لا ضمانات مئة في المئة بأن ذلك سيحدث. وسيتوقف الكثير على الكيفية التي سيتعامل بها الجانب الإيراني مع التزاماته. وإذا نُفِّذت تلك الالتزامات كاملاً، فستدعم روسيا بقوة تفعيل الاتفاق المقترح من جانب البرازيل وتركيا».
في المقابل، وصف رئيس لجنة السياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني)، علاء الدين بروجردي، التعاون بين بلاده وروسيا بأنه «جيد رغم الضغوط الخارجية». ونقل تلفزيون «العالم» الإيراني عن بروجردي قوله إن «التعاون الروسي الإيراني في مستوى جيد رغم الضغوط الأميركية الصهيونية، ونتطلع إلى بناء أفضل العلاقات بين البلدين».
ودعا بروجردي المسؤولين الروس إلى السعي لبناء علاقات أفضل مع إيران و«ألا تنسى موسكو مصالحها في الشرق الأوسط، والأخذ في الاعتبار أن إيران هي الدولة الوحيدة القادرة على الوقوف بوجه النفوذ الأميركي في المنطقة». وتابع أن «تصريحات لافروف بشأن إعلان طهران لتبادل اليورانيوم كانت إيجابية، وهذا تطور إيجابي».
في غضون ذلك، نقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، براك أوزوغيرجين، قوله إن تركيا لم تقدم نفسها على أنها البلد الذي سيحل القضية الإيرانية، بل قامت بخطوة إلى الأمام بخصوص مبادلة الوقود، مضيفاً: «لدينا الآن الحق في أن ننتظر الرد من الطرف الآخر بنية حسنة. وهذا حق إيران أيضاً».
وقال أوزوغيرجين: «إننا لسنا مؤيدين لإيران ضد دول 5+1 (الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا) أو بالعكس»، مضيفاً أن أنقرة «قامت بعمل اعتماداً على مبادئ معينة».
(الأخبار، أ ف ب،
رويترز، يو بي آي)