strong>صعّدت الكوريتان الشمالية والجنوبية أمس من لهجةالحرب، بعدما هددت بيونغ يانغ بفتح النار على أي معدات استفزازية تضعها سيول على الحدود المشتركة، رداً على استئناف الأخيرة الدعاية النفسية ضد جارتها الشمالية

متسلحاً بدعم أميركي «لا لبس فيه»، توعد الرئيس الكوري الجنوبي، لي ميونغ باك، كوريا الشمالية بجعلها تدفع ثمن إغراق السفينة «تشونان» في شهر آذار الماضي، معلناً عن رزمة من الإجراءات العقابية بحقها أبرزها استئناف بث الدعاية المناهضة لها عبر الحدود، ما استدعى تهديداً شمالياً بتدمير المعدات. وفي خطاب وصف بأنه «حازم جداً»، هدّد لي الشمال «برد عسكري فوري إذا وقع أي عدوان جديد». وأكد أن بلاده «ستبقي مبدأ الردع الاستباقي»، مشيراً إلى أن «الوقت حان كي يتغيّر النظام الكوري الشمالي».
وطالب لي بيونغ يانغ باعتذارات فورية وبمعاقبة المسؤولين عن الهجوم، في وقتٍ أكد فيه أن بلاده ستلاحق قضية إغراق السفينة في مجلس الأمن الدولي.
وأعلن لي قطع العلاقات التجارية مع بيونغ يانغ ومنع السفن الكورية الشمالية من الملاحة في مياهها. إلا أنه أوضح أنه ستجري دراسة استمرار العمل بمجمع كيسونغ الصناعي على الحدود المشتركة. وفي موازاة تهديداته، أعلن لي عن تعزيز «كبير» في الوسائل الدفاعية الكورية الجنوبية، بعدما اعترف بأخطاء جيشه إزاء الحادثة.
وفي السياق، أعلن وزير الدفاع الجنوبي، كيم تاي يونغ، أن البحريتين الكورية الجنوبية والأميركية ستقومان قريباً بتدريب مشترك قبالة الساحل الغربي، مشيراً إلى أن بلاده «ستشارك بفاعلية» في المبادرة الأمنية لحظر الانتشار النووي التي تقودها الولايات المتحدة (PSI) وذلك بعد تردد استمر سنوات.
وفيما أعلنت سيول استئناف بث دعاية مناهضة عبر مكبّرات للصوت على الحدود وإطلاق منشورات مضادة للشمال في إطار الحرب النفسية بعد تعليق دام ست سنوات، سارعت بيونغ يانغ إلى التحذير من أنها ستدمّر مكبرات الصوت المستخدمة.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن قائد عسكري للجبهة المتوسطة للجيش قوله «ما لم تزل شعارات مناهضة لبيونغ يانغ عن مبنى كوري جنوبي يواجه الشمال، ووضعت مكبّرات صوت، فستُطلق النار ضد (الأهداف) المرئية المباشرة لتدميرها». وأشار إلى أنه «إذا تحدّت مجموعة الخونة ردة الفعل العادلة، فستليها هجمات ملموسة أقوى لإزالة جذور أسباب الاستفزاز».
كذلك، انتقد متحدث باسم لجنة الدفاع الوطني الكورية الشمالية، في بيان، خطاب لي، واصفاً إياه بـ«المهزلة التآمرية والمسرحية التي يقودها بنفسه».
كذلك نعت المتحدث لي بـ«الخائن»، معتبراً أن خطابه «يلغي تماماً» إعلان 15 حزيران 2004 الذي تعهد فيه الطرفان بالبحث عن إعادة التوحيد السلمي، وإعلان 4 تشرين الأول 2007 الذي نص على عقد قمة محادثات للإعلن رسمياً عن انتهاء الحرب وتأكيد مبدأ عدم الاعتداء المتبادل. وعلى وقع قرع طبول الحرب بين الكوريتين، وجه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أوامره إلى الجيش الأميركي بالعمل الوثيق مع العسكريين الكوريين الجنوبيين لردع «عدوان جديد» من كوريا الشمالية. كما أمر أوباما إدارته بمراجعة السياسة الأميركية تجاه كوريا الشمالية. ورأى أن العقوبات التي فرضتها سيول على جارتها «مناسبة تماماً»، مؤيداً طلب سيول الحصول على اعتذار من بيونغ يانغ.
من جهتها، حذرت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، التي تزور سيول غداً، من أن «الكوريين الشماليين يخلقون وضعاً هشاً جداً في المنطقة»، مؤكدةً ضرورة تطويقه، فيما كرّرت الصين أمس دعوتها كل الأطراف إلى ممارسة «ضبط النفس والهدوء». وجددت اليابان دعمها لكوريا الجنوبية معلنةً اعتزامها «النظر في تطبيق إجراءات جديدة من جانب واحد ضد كوريا الجنوبية».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)