خاص بالموقع - على أبواب استعداد قوات التحالف لشنّ هجومها الصيفي الموعود على مقاطعة قندهار الأفغانية لاجتثاث النفوذ الطالباني، تلقت خلال اليومين الماضيين هجمات عنيفة أسفرت عن مقتل 3 جنود أطلسيين، فيما أكدت لندن ان قواتها ستعود الى البلاد في أقرب وقت ممكن لكنها لم تحدد جدولاً زمنياً لذلك.وأعلن وزيرا الخارجية، وليام هيغ، والدفاع، ليام فوكس، البريطانيان خلال زيارة لكابول لأول مرة منذ تولي ديفيد كاميرون رئاسة الحكومة، أن لندن لم تحدد جدولاً زمنياً لسحب قواتها من أفغانستان لكن هذه القوات ستعود الى بريطانيا في أقرب وقت ممكن.
وقال هيغ «إننا نقيم الوضع في شكل عاجل لكننا لا نفكر في التراجع عن دعمنا الاستراتيجية بل في كيفية دعمها خلال الاشهر والسنوات المقبلة». وأضاف «لن نقرر جدولاً تعسفياً أو مصطنعا. علينا منح الوقت والدعم اللازمين للاستراتيجية المحددة».
وكان وزير الدفاع قد قال لصحيفة «تايمز» البريطانية إن القوات البريطانية ستعود «في أقرب وقت ممكن» من أفغانستان، في وقت يتصاعد فيه تمرد «طالبان». وأضاف «لسنا دركا دوليا، ولسنا في افغانستان لنشغل انفسنا بسياسة تربية بلد مضطرب منذ القرن الثالث عشر. نحن هنا لنتفادى تعرض الشعب البريطاني ومصالحنا العامة الى الخطر». والتقى هيغ وفوكس اللذان رافقهما وزير التنمية الدولية اندرو ميتشل، الرئيس الافغاني حميد قرضاي.
وينتشر نحو عشرة الاف جندي بريطاني في افغانستان خصوصا في ولاية هلمند (جنوب). وبريطانيا هي ثاني اكبر قوة في افغانستان بعد الولايات المتحدة.
في هذه الأثناء، أعلن الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، في بيان صادر عن الإليزيه أول من أمس، عن مقتل جنديين فرنسي «كان ضابطاً في فوج الهندسة الثالث» وهولندي اضافة الى مترجم أفغاني في انفجار عبوة ناسفة. وأوضح أن الجندي الفرنسي «كان يعمل في اطار فريق لنزع الألغام الى جانب جنود هولنديين وأفغان وقد أُصيب بجروح قاتلة جراء انفجار عبوة ناسفة. خلال هذا الهجوم، قُتل أيضاً جندي هولندي ومترجم أفغاني وأُصيب أربعة جنود هولنديين آخرين».
وفي لاهاي، أكدت السلطات العسكرية الهولندية في بيان أن الجندي الهولندي القتيل كابورال في الخامسة والعشرين يدعى لوك جانزن. وأضافت أن أربعة جنود آخرين أصيبوا بجروح اثنان منهم إصابتهم خطرة.
في هجوم آخر، أُصيب عدد من جنود الأطلسي ومدنيون يعملون في قاعدة قندهار العسكرية بجروح في انفجار صواريخ أطلقها مسلحو حركة «طالبان» مساء أول من أمس أيضاً، والقاعدة هي الأكبر في جنوب أفغانستان. وقالت قيادة القوات الدولية في كابول «أُطلقت خمسة صواريخ على القاعدة. حاول عدة متمردين التوغل داخل القاعدة من طرفها الشمالي، لكن قوات الأمن تصدت لهم». وأضافت أن «عدداً من الجنود وعمالاً مدنيين أُصيبوا ويتلقون العلاج. لم يتم تأكيد أي وفاة».
ويوجد في قاعدة قندهار مطار عسكري كبير، وهي تقع على مشارف مدينة قندهار، الثالثة في الأهمية في البلاد ومهد انطلاقة حركة «طالبان». وتبنت الحركة الهجوم على القاعدة، وقال المتحدث يوسف أحمدي «هاجمنا قاعدة قندهار بالصواريخ الليلة الماضية». وأضاف «أطلقنا عدداً من قذائف الهاون لكننا لم نهاجم بالأسلحة الخفيفة».
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «صندي تايمز» أن «طالبان» تدفع 200 ألف روبية، أي ما يعادل 1660 جنيهاً استرلينياً، لكل عنصر من عناصرها يقتل جندياً من قوات منظمة حلف شمال الأطلسي.
وقالت الصحيفة إن الأموال المدفوعة تأتي من الأتاوات والضرائب التي تفرضها حركة «طالبان» على مزارعي الأفيون، والجهات المانحة في الدول الخليجية التي ترسل المال عبر دبي، ومن كبار قادة «طالبان» في باكستان.
واضافت أن 213 جندياً من قوات حلف الأطلسي قُتلوا هذا العام في افغانستان، من بينهم 41 جندياً بريطانياً، مما رفع قيمة المكافآت التي حصلت عليها عناصر «طالبان» إلى 350 ألف جنيه استرليني.
واشارت الصحيفة إلى أن حركة «طالبان» التي تتبع تكتيكات «اضرب واهرب» ضد الدوريات الراجلة وقوافل قوات التحالف، تستخدم المخبرين وتقارير وسائل الاعلام والسكان المحليين لتأكيد مقتل جنود حلف الأطلسي، وزادت حجم المكافآت المالية التي تمنحها لعناصرها مقابل قتل الجنود الأجانب.
ونسبت الصحيفة إلى قائد ميداني طالباني في اقليم خوست قوله «لا يمكننا أن نكذب على كبار قادتنا لأنهم قد يحققون لمعرفة ما إذا كان هناك قتال في تلك المنطقة، ونمنح أموالاً أيضاً لكل عنصر يستولي على معدات عسكرية أيضاً، ومن يستولي على بندقية يحصل على 1000 دولار، أي ما يعادل 690 جنيهاً استرلينياً».
كما نقلت عن قائد طالباني آخر في اقليم غازني قوله «لا نبالي إذا قتلنا الجنود الأجانب لأن ذلك سيضعفهم، كما أن سفك دمائهم يتيح لنا اطعام أسرنا».

(أ ف ب، أ ب، يو بي آي)