strong>يبدو أن عقدة مكان تبادل اليورانيوم الإيراني المخصّب بوقود نووي في طريقها إلى الحل. مؤشّرات كثيرة أنبأت باقتراب الاتفاق، بحيث تكون تركيا مسرح التبادل
في مؤشر واضح على تقدم مسار المفاوضات بشأن صفقة تبادل اليورانيوم، أجّل رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، زيارته المقررة إلى آذربيجان أمس، متوجّهاً إلى طهران لينضم إلى الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، الذي يجري مباحثات مع القادة الإيرانيين لإيجاد حل للأزمة النووية الإيرانية.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن أردوغان قوله، خلال مؤتمر صحافي في أزمير قبيل مغادرته إلى طهران، «لقد أجرينا اتصالات على مستوى عال في إيران. سنجد فرصة لإطلاق عملية تبادل» اليورانيوم الإيراني. وأضاف «لقد اعتبرنا أنّ علينا أيضاً التوجه إلى هناك (إيران)، إذا جرت عملية التبادل في تركيا»، مشيراً إلى أنه «ستكون لدينا الفرصة لبدء مسار المبادلة». وقال «أستطيع أن أضمن أننا سنجد الفرصة للتغلّب على هذه المشاكل، إن شاء الله».

لولا: المفاوضات مستمرة وينبغي الانتظار حتى نهاية المحادثات اليوم


وأكّد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أنه جرى التوصل إلى اتفاق بين إيران وتركيا والبرازيل بشأن إجراءات لإحياء اتفاق مبادلة الوقود النووي «بعد 18 ساعة من المفاوضات».
وقالت وزارة الخارجية التركية إنّ إعلاناً رسمياً قد يصدر صباح اليوم، بعد مراجعات نهائية يجريها الرئيسان البرازيلي والإيراني ورئيس الوزراء التركي.
في هذه الأثناء، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمنبرست، أن حضور رئيس الوزراء التركي إلى طهران إشارة إلى «تقدّم في المفاوضات» بشأن الملف النووي. وقال، لقناة «العالم» الإيرانية الناطقة بالعربية، إنّ «حضور السيد أردوغان واشتراكه في المفاوضات علامة على وجود تقدم في المفاوضات النووية». وأفادت قنوات تلفزيونية تركية أنه تجري مناقشة اتفاق لمبادلة الوقود في تركيا لإنهاء الأزمة المتعلقة ببرنامج إيران النووي. وأضافت إنّ أردوغان قرر الذهاب إلى طهران بعدما تضمّنت مسودة الاتفاق احتمال أن تكون تركيا المكان الذي تجري فيه مبادلة الوقود.
وجاء قرار أردوغان في وقتٍ أجرى فيه الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا محادثات أمس مع المسؤولين الإيرانيين، مؤكّداً أنه لا يزال «متفائلاً» بإمكان إيجاد مخرج للأزمة النووية الإيرانية. وقال مسؤول برازيلي إنّ «المفاوضات مستمرة وينبغي الانتظار حتى نهاية المحادثات الاثنين» قبل تقويم ما أدّت إليه الوساطة التي تقوم بها البرازيل بين إيران والدول الكبرى.
وكان التلفزيون الحكومي الإيراني قد نقل عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قوله، خلال لقائه لولا، «لزيارتكم أهمية خاصة، نظراً إلى انطلاق التعاون الجاد بين الأمتين العظيمتين، ونظراً أيضاً إلى أن دولاً كثيرة تنتظر تعاوننا الإضافي». وأضاف إنّ «الحقيقة هي أن بعض الدول التي تهيمن على المراكز الإعلامية والاقتصادية والسياسية في العالم لا تريد للدول الأخرى أن تتقدم. ولكن معاً، نستطيع التغلب على هذه الظروف غير المنصفة، ونحدث
التغييرات». ولم تتطرق البيانات الرسمية بشأن هذه المحادثات إلى القضية النووية، فيما اجتمع لولا مع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي نقل التلفزيون الحكومي عنه قوله «تشعر أميركا بالغضب إزاء تقارب الدول المستقلة مثل إيران والبرازيل.. هذا هو السبب في الضجيج الذي أثاروه قبل زيارتكم (دا سيلفا) إلى إيران».

إيران تطلق كلوتيلد ريس وساركوزي يشكر الأسد وواد
وكان الملف النووي الإيراني أيضاً في صلب المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي مع نظيريه البرازيلي سيلسو أموريم، والتركي أحمد داوود أوغلو.
وعشيّة هذا التحرّك البرازيلي التركي، نقل تلفزيون «العالم» الإيراني عن مهمانبرست قوله إن «هناك توافقاً على كمية الوقود الذي سنتبادله وموعد هذا التبادل. أمّا مكانه، فإيران مستعدة لمناقشة هذه النقطة إذا كانت هناك ضمانات ملموسة».
وكانت القوى الكبرى قد اقترحت أن تسلّمها إيران 70 في المئة من اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي تملكه، لتحويله إلى وقود عالي التخصيب. إلّا أن السلطات الإيرانية رفضت هذا الاقتراح، وعرضت تبادلاً متزامناً على مراحل وبكميات صغيرة داخل أراضيها، الأمر الذي رفضته الدول الكبرى.
من جهة ثانية، عادت الباحثة الفرنسية كلوتيلد ريس إلى بلادها، بعدما خفّفت محكمة إيرانية الحكم الصادر في حقها، من السجن إلى غرامة قدرها 285 ألف دولار، وأعيد إليها جواز سفرها.
وشكر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي،
نظراءه البرازيلي والسنغالي عبد الله واد والسوري بشار الأسد، «لدورهم الفاعل» في الإفراج عن ريس.
أمّا وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، فقد أعلن لإذاعة «راديو جي» أن الإفراج عن الفرنسية لم يكن موضع «أيّ مساومة»، أو «أيّ مقابل» للنظام في طهران.
في المقابل، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية فكرة أن تكون هناك أيّ علاقة بين الإفراج عن ريس والإفراج عن المهندس الإيراني ماجد ككاوند، الذي عاد إلى بلاده الأسبوع الماضي، بعد رفض فرنسا ترحيله إلى الولايات المتحدة.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)