واشنطن ـ محمد سعيد خاص بالموقع- يرى خبراء ومحللون سياسيون أنّ التحرك الدبلوماسي النشط الذي شهدته تركيا أخيراً قد يؤدي إلى تغيير التوازنات السياسية في المنطقة التي تشهد حالياً قلقاً وتوتراً بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين وإيران بسبب برنامجها النووي إلى جانب المزاعم الأميركية ـ الإسرائيلية عن تزويد سوريا حزب الله بصواريخ وأسلحة متطورة.
ويقول هؤلاء الخبراء إنّ التحرك الدبلوماسي التركي يسير في خطين مختلفين: الأول على المثلث التركي السوري القطري. والثاني على المثلث التركي السوري الروسي.
ويتوقع أن يشهد الخط الثاني خلال أيام قصيرة حركة دبلوماسية مكثفة لم يحدث لها مثيل من قبل. إذ يبدأ الرئيس الروسي ديمترى ميدفيديف زيارة إلى سوريا اليوم الاثنين، هي الأولى لرئيس روسي. وستركز الزيارة على تطوير العلاقات الثنائية بين الدولتين بالإضافة إلى التطورات الأخيرة التى تشهدها والأهم من ذلك محاولة إنشاء قاعدة بحرية دائمة فى مدينة طرطوس السورية القريبة من ميناء جيهان التركي لتقديم مختلف أنواع الخدمات فى منطقة البحر المتوسط التى كانت تحلم روسيا لعقود طويلة بأن تضع قدماً فيها.
وتأتي زيارة ميدفيديف لدمشق فى وقت مددت فيه الولايات المتحدة عقوباتها أحادية الجانب على سوريا لعام آخر وتسعى لفرض عقوبات إضافية جديدة على إيران وزيادة الضغوط المفروضة على سوريا التى تتهمها بتقديم الدعم لمنظمات المقاومة الفلسطينية واللبنانية المسلحة ضد إسرائيل.
ويرى محللون سياسيون أنّ روسيا تحاول زيادة نفوذها في المنطقة، إذ ترى إمكانية التوصل لهذا الهدف من خلال زيادة التعاون مع سوريا، التى قدمت دعمها لروسيا فى صراعها مع جورجيا عام 2008ويرى الخبراء فى الوقت نفسه أنّ الدور الإقليمي لسوريا بدأ يزداد فى المنطقة كونها تمتلك علاقات وطيدة مع إيران التي تقدم الدعم أيضا لكل من منظمات المقاومة الفلسطينية المسلحة وفي مقدمتها حماس إلى جانب حزب الله.
وفيما يتعلق بالتحرك الدبلوماسي المكثف على المثلث التركي السوري القطري، فإنّ القمة الثلاثية التي ضمت رجب طيب أردوغان والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وبشار الأسد خلال زيارة هذا الاخير لتركيا نهاية الأسبوع الماضي، استهدفت تحقيق التعاون الاستراتيجي بين دول المنطقة لتأمين السلام والاستقرار. كان ذلك تزامناً مع بدء التهديدات الأميركية والإسرائيلية لسوريا على إثر الادعاءات بشأن تزويد إدارة دمشق حزب الله بصواريخ وأسلحة متطورة، وبعد التطورات الأخيرة بشأن الملف النووى الإيراني والزيارة الأخيرة التى حققها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لطهران والمناورات العسكرية فى الخليج والتطورات الجارية فى العراق بعد الانتخابات.
وقد عبرت الدول الثلاث عن أملها فى أن تتوصل نتائج الانتخابات العراقية إلى تشكيل حكومة وطنية تمثل جميع أطياف الشعب العراقي ودعت إلى احترام نتائجها وأكدت أهمية وحدة وسيادة الأراضي العراقية مع التأكيد على حق إيران فى امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية وضرورة إخلاء المنطقة من جميع أسلحة الدمار الشامل وفى مقدمتها الأسلحة النووية، ورفض جميع التهديدات الإسرائيلية لأنّها تخلق مناخاً من التوتر فى المنطقة.