للمرة الأولى منذ عام 1974، تفرز الانتخابات التشريعية البريطانية برلماناً «معلّقاً». ومع عدم وضوح صورة التحالفات المقبلة، تبقى الأمور مفتوحة على جميع الاحتمالاتحقّق المحافظون بقيادة ديفيد كاميرون، النصر في الانتخابات التشريعية البريطانية، لكن من دون غالبية مطلقة، ما ينذر بأزمة في المؤسسات، قد يستفيد منها العماليون بزعامة غوردن براون للبقاء في الحكم.
وبحسب النتائج الرسمية، بعد إعلان نتائج 649 مقعداً من أصل 650 (المقعد الأخير تعلن نتيجته في الـ27 من الشهر الجاري)، فقد تمكن حزب المحافظين، للمرة الأولى منذ 1992، من الحصول على أكثرية المقاعد في مجلس العموم البريطاني 306 مقاعد (198 في عام 2005)، في وقت حصل فيه حزب العمال على 258 مقعداً (355 في عام 2005)، وحزب الأحرار الديموقراطيين على 57 مقعداً (62 في عام 2005)، فيما توزعت باقي المقاعد على عدد من الأحزاب الصغيرة.
ومع عدم حصول أي طرف على الأكثرية المطلقة، البالغة 326 نائباً، تقضي الأعراف، في غياب دستور مكتوب، بأن يحاول رئيس الوزراء المنتهية ولايته، غوردن بروان، تأليف حكومة، إلا إذا رأى أنه عاجز عن ذلك، عندها سيكون كاميرون في موقع يؤهله لتأليف حكومة، إما عبر التوافق مع الأحرار الديموقراطيين أو مع أحزاب صغيرة.
مع عدم حصول أيّ طرف على الأكثريّة المطلقة تقضي الأعراف بأن يحاول رئيس الوزراء المنتهية ولايته تأليف حكومة
ومع أن براون أعلن أنه يجب منح حزبي المحافظين والديموقراطيين الأحرار المعارضين الوقت الذي يحتاجانه لإجراء محادثات بشأن اتفاق محتمل لتولي الحكم معاً، أكد رفضه الاستقالة من منصبه، وأوعز إلى مسؤولي حكومته بالتفاوض مع الأحزاب الأخرى لتأليف حكومة جديدة، مشدداً على أنه في حالة فشل هذه المفاوضات فإن حزب العمال الذي يتزعمه سيكون مستعداً لإجراء محادثات مع الديموقراطيين الأحرار، الذين يملكون القدرة على أن «يرجحوا كفة الميزان» بدعم المحافظين، أو العماليين.
ورأى زعيم حزب الأحرار الديموقراطيين نك كليغ، في تصريح له أمس، أن المحافظين الذين حصلوا على أكبر عدد من الأصوات لديهم الأولوية في محاولة تأليف الحكومة الجديدة.
يشار إلى أن كليغ كان قد أعلن خلال الحملة الانتخابية أنه قد يقبل التعاون مع حزب العمال، لكنه سيواجه صعوبة في التعامل مع براون، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من تعقيد الأمور.
من جهته، أعلن ديفيد كاميرون أنه سيبدأ محادثات مع حزب الديموقراطيين الأحرار ليستكشف خلالها ما إذا كان بمقدور الحزبين الوصول إلى اتفاق ليحكما معاً. وأشار إلى وجود أرضية مشتركة في الكثير من المجالات، يمكن التفاوض بشأنها بين الطرفين، أهمها إصلاح النظام الانتخابي والنظام الضريبي. وشدد على حاجة بريطانيا الماسة إلى معالجة عجز الموازنة القياسي لديها وإعادة الطمأنينة إلى الأسواق المالية.
(ا ف ب، رويترز)