نيويورك ــ الأخباريعدّ التوصل إلى إنجاز في مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي 2010 بعيد المنال. وهناك تعويل واسع على التفاوض بنفس طويل من أجل منع انهيار المؤتمر، الذي يدوم حتى 28 من هذا الشهر.
إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي يأتي في مقدمة نقاط التفاوض، وهو ما ركزت عليه الورقتان العربيتان، اللتان قدمتهما سوريا ومصر للمؤتمر.
وحدّد المندوب السوري بشار الجعفري، خلال تلاوته الورقة، معيار النجاح في مجموعة أمور، منها وضع جميع المرافق النووية في الشرق الأوسط تحت ضمانات الوكالة الشاملة، وضرورة أخذ المؤتمر جميع المشاغل الأمنية المشروعة للدول العربية بعين الاعتبار. والضغط على إسرائيل ومطالبتها بالانضمام إلى المعاهدة ومطالبة الدول الأطراف بالتوقف عن تزويد إسرائيل بالمساعدات في المجالات النووية.
أما وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط فقد حذر من أن المؤتمر يمثّل «نقطة تحوّل محورية وفرصة قد تكون الأخيرة لاستعادة المعاهدة مصداقيتها». وحذر من مساعدة الدول النووية لدول أخرى بعد ضمان التمديد الدائم للمعاهدة، دول مثل إسرائيل والهند. ونبه إلى أن تلك الدول «لا تزال تضع قدراتها العسكرية النووية في خدمة دول غير نووية أطراف في تحالفات عسكرية تحت مظلة المشاركة النووية».
وتساءل أبو الغيط عن مصير «الحق الأصيل» للدول غير النووية في الحصول على المعرفة التقنية من الوكالة وأعضاء المعاهدة النوويين في بناء قدرات نووية مدنية حديثة.
بدورها لم تخف هيلاري كلينتون شكوك حكومتها بإنشاء منطقة مجردة من السلاح النووي في الشرق الأوسط حين قالت للمراسلين في الأمم المتحدة في آخر زيارة لها، «بالنظر إلى غياب السلام الشامل والهواجس حيال التزام بعض الدول بضوابط معاهدة حظر الانتشار، إن ظروف إنشاء المنطقة المجردة غير قائمة». وتعهدت بدعم «إجراءات عملية من أجل السير نحو ذلك الهدف».
إلى ذلك، طلب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو من الدول الـ151 الأعضاء في الوكالة تزويده بأفكار لإقناع إسرائيل بالتوقيع على معاهدة الحد من الانتشار النووي.
ودعا يوكيا، في وثيقة تحمل تاريخ السابع من نيسان وموجهة إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء في الوكالة، إلى «إطلاعه على كل وجهات نظر حكوماتهم» في هذا الشأن.
لكن تحليلاً إسرائيلياً أفاد بأن تل أبيب مطمئنة إلى أن الإدارة الأميركية لن تمارس ضغوطاً عليها للانضمام إلى معاهدة حظر نشر السلاح النووي، وأنه سيُترجم الوضع في الشرق الأوسط إلى معادلة مفادها مفاعل «ديمونا (الإسرائيلي) مقابل ناتانز» الإيراني.