كان العشاء الإيراني في نيويورك مفاجأة لوسائل الإعلام الأميركية التي كان لديها انطباع أن العلاقات مع إيران تتجه نحو التصعيد وفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية بعد تهديدات أميركية بعدم استثناء إيران من التهديد النووي
نيويورك ــ نزار عبود
اختتمت الدبلوماسية الإيرانية أسبوعاً من النشاط الدبلوماسي المكثف بعشاء فارسي في منزل مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، محمد خزاعي، في مانهاتن أول من أمس، على شرف أعضاء مجلس الأمن الدولي، بحضور وزير الخارجية منوشهر متكي.
وحضر العشاء، الذي يحمل الكثير من الدلالات، كل من مندوبي الصين لي باودونغ، وتركيا أرتغرول أباكان، واليابان يوكيو تاكاسو، والنمسا توماس ماير هارتينغ، والبرازيل ماريا لويزا، والبوسنة إفان بارباليتش، وأوغندا روهاكانا روغوندا، والمكسيك كلود هيلر، ولبنان نواف سلام، رئيس مجلس الأمن الدولي الحالي.
ورغم عدم وجود أي علاقات دبلوماسية بين البلدين، حضر عن الولايات المتحدة نائب المندوبة الدائمة لدى الأمم المتحدة، أليخاندرو وولف. وعن روسيا حضر النائب الثاني في البعثة الروسية في نيويورك قنسطنطين دولغوف. كذلك حضر عن بريطانيا وفرنسا نائبا مندوبيهما، فيما تغيّب مندوبا الغابون ونيجيريا.
وجاءت هذه الدعوة الإيرانية على هامش مؤتمر متابعة تطبيق معاهدة الحد من الانتشار النووي، في الوقت الذي بدأت فيه الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين) مفاوضات بشأن قرار رابع ينطوي على عقوبات بحق إيران بسبب برنامجها النووي. واكتفى كل من مندوبي أميركا ولبنان بوصف العشاء بأنه كان لذيذاً، فيما أدلى مندوب اليابان الدائم بتصريحات لوسائل الإعلام اليابانية فقط. وقال (حسب ترجمة أحد الصحافيين اليابانيين)، إن العشاء على شرف الوزير متكي «اتّسم بتبادل الأفكار الصريحة. ولقد أكدت إيران خلاله تمسّكها بحقوقها الدولية في امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية كاملة. ولم يأت ذكر العقوبات على لسان أحد». ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، قال مسؤول أميركي قبل العشاء إن الولايات المتحدة تعدّ هذا العشاء «فرصة جديدة لإيران لتثبت لمجلس الأمن أنها قادرة على الوفاء بالتزامها القواعد الدولية».
في غضون ذلك، قال مصدر دبلوماسي لـ«الأخبار»، إن «إيران لم تتراجع قيد أنملة عن مطالبها في الحق في التخصيب خلال المباحثات الصريحة. وأكدت أن مسألة تبادل اليورانيوم المخصّب ليست مشكلة ما دامت قد حصلت على ضمانات صادقة بعدم التلاعب أو الغش».
من جهة أخرى (أ ف ب، يو بي آي، رويترز)، وصف مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما، لشؤون أميركا اللاتينية، دانييل رستريبو، قرار إيران بقبول عرض الوساطة البرازيلي «من حيث المبدأ» بأنه أسلوب للمماطلة و«محاولة لكسب الوقت».
بدوره، هدّد نائب الرئيس الأميركي، جوزف بايدن، إيران بالمزيد من العزلة الدولية إذا لم تلتزم بالقوانين الدولية حيال برنامجها النووي. وقال، في خطاب أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل، «في وجه التهديد الذي تمثّله إيران، نحن ملتزمون بأمن حلفائنا. ولهذا طوّرنا برنامج الدفاع الصاروخي للردع والدفاع في وجه الهجمات الصاروخية على هذه القارة، وفي هذه القارة».
وفي طهران، وصف خطيب جمعة طهران المؤقت، أحمد خاتمي، تهديد الشعب الإيراني بفرض الحظر عليه بأنه «تصرّف أخرق وطائش».
وقال خاتمي«على الدول الاستكبارية في مجموعة 5+1 أن تدرك أننا نعدّ نظامنا نظاماً دينياً، وإذا أرادت مواجهة نظامنا الديني فإنها تعادي ديننا. وإذا كان كذلك، فإن جميع مصالحها ستتعرض للخطر».