مرة جديدة، تظهر التحقيقات الأولية في اعتداء إرهابي أن خللاً أمنياً وقع بسبب إهمال في التدقيق أو التحقق، وهو ما كان قد حصل في اعتداء ديترويت الفاشل ليلة الميلاد الماضيةرغم أن الدوافع لا تزال غامضة، إلا أن المشتبه فيه بمحاولة تفجير سيارة مفخخة في ساحة «تايمز سكوير» بنيويورك، فيصل شاه زاد، يبدي تعاوناً مع التحقيق وقد أقرّ بتلقيه تدريبات بمنطقة وزيرستان الباكستانية، بحسب ما كشف مسؤولون أمنيون أميركيون.
ونقلت شبكة «سي أن أن» الإخبارية الأميركية عن المسؤولين أن شاه زاد (30 عاماً)، وهو أميركي من أصل باكستاني تنحدر عائلته من قرية مجاورة لبيشاور، كشف لمحققي مكتب التحقيقات الفدرالية، عن تلقيه تدريباً في معسكر في منطقة وزيرستان وتدريبات على صناعة المتفجرات.
وعلمت شبكة «سي بي أس» الأميركية أن المتهم قد أمضى أربعة أشهر على الأقل في معسكر تدريب إرهابي تابع لحركة «طالبان» قصفته القوات الباكستانية في آذار الماضي.
ووجّه الادعاء الى فيصل شاه زاد أول من أمس خمس تهم، منها محاولة استخدام سلاح للدمار الشامل ومحاولة قتل وتشويه أناس داخل الولايات المتحدة، إلى جانب جرائم أخرى. وفي حالة إدانته فإنه يواجه حكماً بالسجن مدى الحياة.
وقال قائد شرطة نيويورك، راي كيلي، إن شاه زاد يتعاون مع المحققين، وإنه تنازل عن حقه في توكيل محام وعن الحقوق القانونية التي يكفلها الدستور الأميركي. وأضاف «إنه يقدم لنا معلومات مهمة».
من جهة ثانية، ذكر مسؤولون أميركيون أن خللين أمنيين سمحا لشاه زاد بالصعود إلى الطائرة في مطار كينيدي، رغم أن اسمه كان وارداً على لائحة الممنوعين من السفر. وعلمت صحيفة «نيويورك تايمز» أن فريقاً من «أف بي آي» فقد أثر شاه زاد قبل أن يتجه إلى المطار، ما أدى إلى عدم معرفة الفريق بأنه يخطط للسفر. وقال مسؤولون للصحيفة إن شركة الطيران لم تستجب لرسالة إلكترونية وردتها منتصف ليل الاثنين (قبل يوم من اعتقال شاه زاد في مطار جون كينيدي) تطلب من جميع الطائرات الاطلاع على لائحة الممنوعين من السفر المحدّثة والتي ورد اسم شاه زاد فيها، علماً بأنه دفع ثمن بطاقة سفره نقداً قبل ساعات من مغادرته. وقال مسؤولون في وزارة الداخلية إنه في حين أنه ليس مطلوباً من شركات الطيران أن تبلغ عن شراء بطاقات نقداً، إلا أن شركة طيران الإمارات أبلغت عن شراء شاه زاد للبطاقة، لكنه كان في ذلك الوقت رهن الاعتقال. وأكد نائب رئيس شركة طيران الإمارات بطرس بطرس أن شاه زاد كان يحمل بطاقة ذهاب فقط الى إسلام آباد عن طريق دبي.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)