اندلعت أمس مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين اليونان بعد اجتياح التظاهرات شوارع أثينا وسالونيكي، احتجاجاً على إجراءات التقشف، وأدّت إلى مقتل ثلاثة أشخاصشلّ إضراب عام اليونان بالكامل تقريباً، أمس، احتجاجاً على خطة التقشف المفروضة على البلاد، التي ستتلقى مقابلها مساعدات بمليارات الدولارات. وقد تراجعت البورصات في هذا الوقت، ما أثار مخاوف من انتشار عدوى الأزمة في أوروبا، وهو ما عبّرت عنه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي رأت أنّ «مستقبل» أوروبا على المحك.
وقد تعطّل النشاط في البلاد وتوقّفت حركة الطائرات والسفن والمدارس، وعملت المستشفيات العامة بأدنى عدد من موظفيها.
وسُجّلت اشتباكات بين شبان ورجال الشرطة في أثينا وسالونيكي، كبرى مدن شمال اليونان. لكن المحالّ التجارية فُتحت عاديّاً صباح الأربعاء في أثينا وسالونيكي، رغم دعوة اتحادات التجار أعضاءها إلى الانضمام إلى الإضراب.
وأفاد مصدر في الشرطة عن مقتل ثلاثة أشخاص، امرأتين ورجل، في حريق شبّ إثر إلقاء زجاجة حارقة على مبنى يضمّ مصرفاً وسط أثينا، كان فيه عشرون شخصاً يجري إجلاؤهم. وأضاف المصدر إنّ رجال الإطفاء أخمدوا الحريق بمساعدة عدة آليات. واستمر تصاعد الدخان من الطابق الثاني والأخير من المبنى الذي يضم مقر «مصرف مرفين» ومكاتبه لساعات. وأعلنت الشرطة أنّ النار اندلعت أيضاً في مبنيَين إداريين وسط أثينا.
من جهة أخرى، اندلعت مواجهات عنيفة أمام مقر البرلمان بين شبّان وشرطة مكافحة الشغب، بعد مواجهة متوتّرة. وألقى المتظاهرون عدّة زجاجات حارقة على محالّ تجارية، مسبّبين إحراق إحدى آليات الشرطة وآلية إطفاء، فرد الشرطيون بإطلاق الغازات المسيّلة للدموع، التي غمر دخانها شوارع العاصمة.
وفي سالونيكي أيضاً، رشق شباب بالحجارة محالّ تجارية ومصارف في وسط المدينة حسب الشرطة، وفرّقت قوات الأمن بعد ذلك مجموعات الشبان بإطلاق الغازات المسيّلة للدموع. وكانت التظاهرات قد انطلقت ضد إجراءات التقشف في هدوء تلبيةً لنداء كبرى نقابتين في البلاد، وجمعت حسب الشرطة نحو ثلاثين ألفاً في أثينا، وعشرين ألفاً في سالونيكي، ثانية كبرى مدن شمال البلاد. وأكدت المركزية النقابية لموظفي القطاع الخاص أنّه «أكبر تجمّع شهدته» اليونان.
وكانت المفوضية الأوروبية قد أشارت في توقّعاتها الجديدة أمس إلى ارتفاع النمو في منطقة اليورو لعام 2010، معربةً في الوقت نفسه عن القلق حيال الاضطرابات الحالية في الأسواق المالية التي قد تشهدها إسبانيا حالياً بعد اليونان.
(أ ف ب)