أعلنت بيونغ يانغ أمس عودة جميع مرافق مجمع «يونغبيون» النووي إلى العمل «كالمعتاد»، بعدما كانت قد علّقت العمل فيه عام 2007، في اطار اتفاق تحصل بموجبه الدولة المحاصرة على بعض المساعدات.
وبدأت كوريا تجديد المجمع المذكور عام 2013، وذلك من ضمن سلسلة إجراءات تهدف إلى تأمين قدرة الردع إزاء عدوانية الولايات المتحدة التي تحاصر البلاد منذ فرضها تقسيم شبه الجزيرة الكورية عام 1953، والتي تدأب على إجراء مناورات عسكرية سنوية مع حليفتها، كوريا الجنوبية، يرى الشطر الشمالي أنها تدريبات على اجتياح أراضيها. وفي مقابلة مع وكالة الانباء الكورية الشمالية، أكد رئيس معهد الطاقة الذرية في الشمال أن المفاعل النووي المذكور، الذي يُعد المصدر الاول في البلاد لإنتاج لمادة البلوتونيوم اللازمة لإنتاج قنابل نووية، قد استأنف العمل كالمعتاد.

وافاد مدير المعهد، الذي لم يُذكر اسمه، أن العلماء والفنيين «يحسّنون بانتظام» نوعية وكمية الردع النووي، قائلاً، «إذا واصلت الولايات المتحدة وقوى معادية أخرى سياساتها المتهورة... (فان كوريا الشمالية) مستعدة بالكامل للتعامل معهم بالاسلحة النووية، في أي وقت كان». وذكرت مصادر غربية أن صور الاقمار الصناعية تبيّن التشغيل الجزئي والمتقطع للمفاعل القادر، عند تشغيله بطاقته القصوى، على إنتاج حوالي 6 كيلوغرامات من البلوتونيوم سنويا، أي ما يكفي لصنع قنبلة نووية واحدة في العام.

ويأتي الإنذار الكوري الشمالي بعد إعلان بيونغ يانغ عزمها على إطلاق صاروخ يحمل قمراً صناعياً لأغراض مدنية، وذلك في العيد الـ70 لتاسيس حزب العمال الحاكم، في 10 تشرين الأول المقبل. وكان مدير الهيئة الوطنية لتطوير الصناعات الفضائية قد صرح في وقت متأخر من يوم أول من أمس أن «العالم سيرى بوضوح سلسلة اقمار صناعية... تنطلق في الفضاء في الاوقات والمواقع التي تحددها اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري». وتشدد بيونغ يانغ على أن إطلاق الصواريخ يرمي الى وضع اقمار صناعية سلمية في مدار الارض، فيما تصر الولايات المتحدة وحلفاؤها على اعتبار العمليات المذكورة تجارب لإطلاق صواريخ بالستية تحمل رؤوساً نووية. ووضع محللون غربيون إعلانَي كوريا الشمالية في سياق الضغط لفرض بنود على جدول أعمال لقاء الرئيسين، الصيني والأميركي، المقرر في وقت لاحق من الشهر الجاري.

(الأخبار، أ ف ب)