strong>عمّت أول من أمس التظاهرات مختلف مدن العالم احتفالاً بعيد العمال العالمي. واستغلّ المشاركون في هذه التظاهرات الفرصة للمطالبة بحقوق العمال
يوم السبت تظاهر مئات آلاف الأشخاص في العالم لمناسبة عيد العمال، وسُجّل وقوع أحداث في العديد من الدول، وخصوصاً في اليونان التي تعيش أزمة مالية واقتصادية خانقة. فعشية الإعلان عن اتفاق على خطة الإنقاذ التي ستتضمّن إجراءات تقشّف لا سابق لها، تظاهر في اليونان نحو عشرين ألف شخص، بحسب الشرطة، في أثينا وسالونيكي للتنديد «بالتضحيات» والاقتطاعات من الرواتب التي تنص عليها خطة صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي مقابل الإنقاذ المالي للبلاد. وقد اندلعت المواجهات في أثينا عندما ضرب شبّان، بعضهم مسلّحون بعصيّ، قوات مكافحة الشغب التي انتشرت أمام وزارة الداخلية. وألقت الشرطة الغاز المسيّل للدموع قبل أن يتفرّق المتظاهرون إثر تبادل بعض الشتائم. كما ألقت الشرطة القنابل المسيّلة للدموع لصد شبان هاجموا واجهات محالّ تجارية ومصارف في سالونيكي، كبرى مدن الشمال.
وفي تركيا، شارك نحو مئة ألف شخص في تظاهرات في ساحة تقسيم في إسطنبول، وذلك لأول مرة منذ 33 سنة، عندما قتل عشرات الأشخاص في تلك الساحة الشهيرة. وقد مُنع المتظاهرون من الوصول إلى ساحة تقسيم منذ الأول من أيار 1977 عندما أطلق ناشطون مفترضون من اليمين المتطرف بمساعدة أجهزة الاستخبارات النار على الحشود. وأدّى ذلك إلى سقوط 34 قتيلاً.
في المقابل، نُظّمت في فرنسا تظاهرات في المدن الكبرى بدعوة من النقابات التي تعتزم الضغط في اتجاه اعتماد إصلاح نظام التقاعد، فيما سُجلت نسبة مشاركة أقل من تلك التي جرت عام 2009. وبلغ عدد المتظاهرين في قلب باريس 45 ألفاً حسب المنظّمين، و21 ألفاً حسب الشرطة.
وأعلنت نقابة الاتحاد العام للعمل أنّ عدد المتظاهرين في كل أنحاء فرنسا بلغ نحو 350 ألفاً.
وفي إيطاليا، جرت التظاهرة النقابية الوطنية المنظمة في روزارنو في الجنوب. وكانت قد حصلت في هذه المدينة اشتباكات عنيفة في كانون الثاني بين عمّال مهاجرين والسكان.
وفي مدريد، نُظمت أيضاً تظاهرة خلف لافتة كبرى تدافع عن حقوق المتقاعدين. وألقى الزعيم النقابي المقرّب من الاشتراكيين كانديدو منديز في نهاية التظاهرة خطاباً حذّر فيه الحكومة من مغبّة خفض بدل البطالة التي وصلت نسبتها إلى نحو 20 بالمئة.
وفي موسكو، حمل نحو خمسة آلاف شيوعي الأعلام الحمر وصور ستالين ونزلوا إلى الشارع مطالبين باستقالة فلاديمير بوتين، فيما كان أنصار رئيس الوزراء يشاركون في تظاهرة مضادة. من جانب آخر انفجرت عبوة السبت خلال الاحتفالات بعيد العمال في منطقة كاباردينو بالكاريا بشمال القوقاز، ما أدّى إلى مقتل رجل من قدامى محاربي الحرب العالمية الثانية، وإصابة 23 آخرين بجروح، كما أوردت وكالات أنباء روسية.
وفي أوكرانيا، سار نحو أربعة آلاف شخص في كييف، وسُجّلت مشاركة العديد من الشيوعيّين الذين ارتدوا لباس الجنود السوفيات وحملوا صور ستالين. كما تظاهر نحو خمسة آلاف شخص في سيباستوبول، حيث مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود.
وفي فيينا، خرج نحو مئة ألف شخص، بحسب المنظّمين، في التظاهرة التي تنظّم كل سنة أمام مركز البلدية.
أما في صوفيا، عاصمة بلغاريا، فنزل نحو ثلاثة آلاف شخص إلى الشارع، وبضعة آلاف في رومانيا هتفوا ضد إجراءات الحكومة الديموقراطية الليبرالية. وفي وارسو، لم يشارك في التظاهرة العمالية سوى بضع مئات من الأشخاص.
في المقابل، شارك آلاف الكوبيّين في تظاهرة هافانا في ساحة الثورة التي تصدرها الرئيس الكوبي راوول كاسترو، وكانت تحت شعار وقف «تدخّل» الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيّين.
من جهة ثانية، سار في بغداد نحو 300 شخص من أنصار الحزب الشيوعي العراقي ورفعوا شعارات تطالب بـ«إجراءات عاجلة ضد البطالة» وإلغاء المرسوم الصادر منذ فترة حكم صدام حسين عام 1987 الذي يحظر النشاط النقابي في القطاع العام. وعبّر الحزب في بيان له عن «قلقه من الأوضاع العامة في البلاد بعدما خيّبت القوى والكتل السياسية المتنفّذة الفائزة في الانتخابات آمالهم مرة أخرى».
وفي قطاع غزة، شارك أكثر من ألفي فلسطيني في تظاهرة قرب معبر بيت حانون شمال شرق القطاع مطالبين برفع الحصار وإنهاء البطالة. وتمركز المتظاهرون على بعد مئات الأمتار من معبر إيريز الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل شمال بيت حانون. وردّد المشاركون في التظاهرة التي شاركت فيها مئات النساء هتافات تدعو إلى إنهاء الحصار.
وفي مكاو، رمى المتظاهرون الزجاجات والحجارة على أنصار شرطة مكافحة الشغب ما أدى إلى وقوع جرحى من الجانبين. ونقل تلفزيون «هونغ كونغ تي في بي»، أنّ نحو ألف متظاهر طالبوا بإجراءات ضد العمال الأجانب غير الشرعيين وضد الفساد. أما في كاتماندو، عاصمة النيبال، فسار عشرات آلاف الماويّين للمطالبة باستقالة الحكومة.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)