واشنطن ــ محمد سعيد خاص بالموقع- تستضيف كندا نهاية هذا الأسبوع قمتين لمجموعتي الثماني والعشرين، فيما يتصدر جدولي أعمال القمتين أوضاع الاقتصاد العالمي وتسريع إصلاح النظام المالي العالمي. وتبدأ قمة الثماني في مدينة هانتسفيل، غداً الجمعة، فيما تستضيف مدينة تورنتو قمة العشرين، يومي السبت والأحد.
ويشارك في القمتين زعماء وقادة عشرين دولة، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان وكندا وألمانيا وإيطاليا وروسيا، فيما وجهت الدعوة إلى زعماء مصر والجزائر وإثيوبيا ومالاوي ونيجيريا والسنغال وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى هايتي وجامايكا وكولومبيا، لحضور جلسة خاصة في اجتماع قمة العشرين.
وتأتي قمة مجموعة الثماني هذا العام في وقت تعيش فيه بلدان المجموعة مرحلة انتقالية. إذ بالرغم من أن المواضيع الاقتصادية تبقى على جدول أعمالها، بحكم الوزن الكبير لدولها في الجهود الدولية الرامية إلى التنمية، إلا أن القسم الأساسي لملفها الاقتصادي قد انتقل إلى مجموعة العشرين لكونها ساحة رئيسية للحوار في مواضيع العلاقات الاقتصادية والمالية. هذا في الوقت الذي لا تزال فيه مجموعة الثماني تحتفظ بدورها في البحث عن حلول لأكثر القضايا السياسية إلحاحاً وبصورة خاصة في مجال تعزيز السلام والأمن الدوليين.
وخلافاً للقمم السابقة، يركّز جدول أعمال قمة الثماني الحالي على التنمية والسلم الدوليين والقضايا الأمنية، وتحتل مسائل حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل مركز الصدارة. ويكتسب هذا الموضوع أهمية خاصة في ضوء توقيع اتفاقية ستارت الجديدة، بين الولايات المتحدة وروسيا لإزالة الأسلحة النووية. وكذلك انعقاد قمة الأمن النووي في واشنطن في نيسان الماضي، ثم مؤتمر مراجعة معاهدة حظر انتشار السلاح النووي في فيينا أوائل أيار الماضي.

كذلك تبحث قمة الثماني، البرامج النووية لكل من كوريا الشمالية وإيران، وخاصة بعدما دخلت أزمة الملف النووي الإيراني مرحلة جديدة بإصدار مجلس الأمن في 9 حزيران الحالي قراراً بفرض عقوبات جديدة على إيران.
وستبحث القمة أيضاً مساعي تسوية الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، والعراق وأفغانستان وباكستان واليمن ومنطقة الساحل والقرن الأفريقي، فيما ستؤكد أهمية تخفيف الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وفتح المعابر وضرورة تنفيذ حل الدولتين.

وفي ما يتعلق بباكستان وأفغانستان، من المنتظر أن تعلن القمة مبادرة طرحتها كندا بشأن المساعدة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمناطق المتاخمة لحدود أفغانستان وباكستان. وتستهدف المبادرة تحسين العلاقات التجارية بين البلدين وتعزيز البنية التحتية والتوظيف المحلي في المناطق الحدودية. ووضعت المبادرة بمشاركة الحكومتين الأفغانية والباكستانية والبنك الدولي والبنك الآسيوي للتنمية، نظراً لأهمية الاستقرار في هذه المنطقة بالنسبة إلى الأمن الدولي.
وفي ما يتعلق بمعالجة مسائل التنمية والأمن، تناقش قمة الثماني أيضاً التدابير الرامية إلى مواجهة التحديات المعاصرة، بما فيها الإرهاب والجرائم الدولية وتهريب المخدرات والقرصنة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، سيبحث قادة الدول الثماني المسائل الاقتصادية والمالية الدولية المحورية مثل تحقيق الشفافية في الأسواق المالية وفرض ضريبة على التحويلات الجارية في الأسواق المالية والعمل على توجيهها ووضع ضوابط لها.
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لمناسبة انعقاد قمة الثماني، أن أعداد العاطلين من العمل في الدول النامية، وصلت إلى 34 مليون فرد، بينما دخل نحو 215 مليون شخص آخر في عداد العاملين الفقراء، مشيراً إلى أنه لأول مرة في التاريخ بلغ عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع أكثر من مليار شخص.
في غضون ذلك، ذكر تقرير لمنظمة «أكشن آيد» الناشطة في مجال التنمية أن دول مجموعة الثماني لم تنفذ تعهداتها لمساعدة الدول الأشد فقراً في العالم في مجال الزراعة، وأن صدقية زعماء هذه الدول ستكون على المحك خلال اجتماعاتهم في كندا، حيث من المقرر أن تبحث قضايا إنسانية أكثر الحاحاً يعانيها الفقراء وتجاهلتها الدول الغنية عدة عقود. وكانت مجموعة الدول الثماني قد تعهدت خلال قمتها العام الماضي في مدينة لاكويلا الإيطالية تخصيص 22 مليار دولار لمساعدة الدول الفقيرة.
ولأول مرة منذ انعقاد قمة الثماني عام 1975، يشارك المجتمع المدني في صنع قرارات القمة، حيث عقد في تورنتو قبل القمة بأسبوع، مؤتمر شارك فيه نحو ألف سيدة من أنحاء العالم تتراوح أعمارهن بين 18 و22 سنة لعرض مقترحاتهن على رؤساء العالم وقادته.

وستكلف أعمال القمتين دولة كندا فاتورة باهظة قيمتها نحو مليار دولار لتوفير الأمن والحماية، فيما أشارت السلطات الكندية إلى أن هذا المبلغ يتحمله دافعو الضرائب الكنديون.