وُوجه تصعيد الجيش التركي تجاه حزب العمال الكردستاني، بتصعيد مقابل، عُبّر عنه بتفجير في إسطنبول، بالتزامن مع أول زيارة عسكرية تركية لإسرائيل منذ التوتر الذي أصاب علاقات أنقرة بتل أبيب
نفّذ أكراد تركيا، أمس، التهديد الذي أطلقه المتحدث باسم حزب «العمال الكردستاني» أحمد دينيز، ولوّح فيه بنقل المعركة إلى «قلب المدن» التركية. ضربة قاسية هي كناية عن تفجير لغم بقافلة عسكرية في إسطنبول راح ضحيتها 5 قتلى على الأقل، بموازاة تسجيل أول كسر لجليد العلاقات مع إسرائيل، مع زيارة وفد عسكري تركي لتل أبيب «لإجراء اختبارات وتدقيق تقني لأربع طائرات استطلاع من طراز هيرون»، وهي آخر دفعة من عشر طائرات من هذا الطراز باعتها إسرائيل لتركيا عام 2005، وتستعملها أنقرة على نطاق واسع في حربها مع «الكردستاني».
وقالت وكالة «أنباء الأناضول» الحكومية إن الوفد وصل إلى تل أبيب، حيث من المتوقع أن يبقى أسبوعين لاختبار الطائرات، وإجراء فحص دقيق لأجهزتها الإلكترونية وقُطَعها.
يُذكَر أنّ الدولة العبرية سلّمت 6 طائرات «هيرون» من أصل عشرة تضمنتها الصفقة البالغة قيمتها 185 مليون دولار، على أن تتسلم أنقرة الطائرات الأربع الأخرى في غضون أيام. وتشير الزيارة التركية إلى تراجع كل من إسرائيل وتركيا عن إعلانهما السابقين بإلغاء تنفيذ باقي بنود الصفقة، وهي تُعَدّ أرفع زيارة يقوم بها مسؤولون أتراك لدولة الاحتلال منذ الأزمة التي طرأت على علاقاتهما بسبب جريمة «أسطول الحرية» في 31 أيار الماضي.
تطوّر دبلوماسي ترافق مع عملية «نوعية» ضربت كبرى المدن التركية وأهمها، إسطنبول، حيث يُشتَبَه في أن يكون «العمال الكردستاني» هو من نفّذها، تنفيذاً لتهديده بنقل عملياته من المناطق الحدودية في جنوب شرق البلاد، إلى قلب المدن الكبرى إذا ما واصل الجيش عملياته على الحدود العراقية.
وقُتل في العملية، التي استهدفت قافلة عسكرية تقل جنوداً وعائلاتهم عند الساعة السابعة والنصف صباحاً، 5 أشخاص على الأقل، هم 4 جنود ومراهِقة، علماً بأنّ عدد الجرحى هو 12، 3 منهم إصاباتهم خطرة.
وبعد ظهر أمس، أعلنت مجموعة كردية مسلحة غير معروفة تسمّي نفسها «صقور تحرير كردستان»، على موقعها الإلكتروني، مسؤوليتها عن العملية. وأكّدت وسائل إعلام تركية أن هذا التنظيم يدور في فلك «العمال الكردستاني».
وبموازاة هذا التفجير، قُتل جندي تركي في معارك مع المقاتلين الأكراد في إحدى قرى ديار بكر.
وخوفاً من تمدد رقعة هجمات «الكردستاني»، شدّدت تركيا إجراءاتها الأمنية بالقرب من الخطوط النفطية. ونقلت «الأناضول» عن وزير الطاقة تانر يلديز قوله إنّ القوات الأمنية عززت إجراءاتها على طول خطوطها النفطية ضد الهجمات التخريبية، وخصوصاً على طول خطي أنابيب النفط باكو ـــــ تبليسي ـــــ جيهان، وكركوك ـــــ يومورتاليك.

أردوغان يرفض إعلان «الطوارئ» ويتمسّك بـ«الانفتاح الديموقراطي»


وأشار يلديز إلى أن القوى الأمنية تعمل مع فرق الأمن الخاصة لنقل آمن للنفط عبر الأنابيب التي تمر في شرق وجنوب شرق البلاد.
تطورات زادت من الضغوط على رئيس الحكومة رجب طيّب أردوغان، الذي يتعرض للمزيد من الانتقادات من أحزاب المعارضة التي طالبته بإعلان وفاة «خطة الانفتاح الديموقراطي». خطة لا تزال تنتظر تصويت النواب الأتراك.
ورفض أردوغان الدعوات الموجهة إليه لإعلان حالة الطوارئ في جنوب شرق البلاد لأنّ «الدعوة لإعلان حالة الطوارئ تعني الانحناء إلى لغة الإرهاب».
وكان زعيم حزب الحركة القومية التركية، دولت بهشلي، قد دعا الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ بعد الهجمات المكثفة التي شهدتها المنطقة. وردّ رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان بقوله: «سنقوم بكل ما هو ضروري في مكافحة الإرهاب»، لافتاً إلى أنّ الحكومة «لن تتراجع عن عزمها على تعزيز الحقوق الديموقراطية والحريات، ضمن خطة الانفتاح الديموقراطي». وتابع: «لم نطلق المبادرة الديموقراطية من أجل المنظمة الإرهابية، ولن نقدّم أي تنازلات بخصوص الديموقراطية، وإلا فسيسود الإرهاب».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)