بعد وابل من العقوبات الدولية المتنوّعة عليها، لا تجد طهران سوى الاستمرار باستخدام لغة الرفض تجاه سياسة دولية تسعى بكل ثقلها لضرب النظام الإسلامي، فيما بات الرأي العام يحبّذ ضربة عسكرية توجّه إليهأعلنت طهران، أمس، أن العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على برنامجها النووي غير شرعية ويجب إلغاؤها، فيما أظهر استطلاع أجراه معهد «بيو ريسيرتش سنتر» الأميركي أن الرأي العام في الغرب، كما في بعض الدول الإسلامية، بات أكثر قبولاً لفكرة توجيه ضربة عسكرية إلى إيران لمنعها من حيازة القنبلة الذرية.
وذكر بيان للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران أن «تدخّل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الأنشطة النووية السلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية غير شرعي وباطل».
وقال البيان إن العقوبات التي أقرّها مجلس الأمن يوم 10 حزيران وتلتها على الفور إجراءات أكثر صرامة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، خالفت مادة في ميثاق الأمم المتحدة، وأيضاً لوائح الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف البيان أنه «يتعيّن على مجلس (الأمن الدولي) اتخاذ إجراء تصويبي على وجه السرعة، وأن يصحّح أخطاءه السابقة».
وكان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف قد أبلغ صحيفة «وول ستريت جورنال» أنه يتعيّن على روسيا والولايات المتحدة «العمل جماعياً لتشجيع إيران على العودة إلى المحادثات الدولية بشأن برنامجها النووي». ووصف العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنها «مخيّبة للآمال».
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «بيو ريسيرتش سنتر» الأميركي، ونشرت نتائجه أول من أمس، أن الرأي العام في الغرب، كما في بعض الدول الإسلامية، بات أكثر قبولاً لفكرة توجيه ضربة عسكرية إلى إيران لمنعها من حيازة القنبلة الذرية.
وبيّن الاستطلاع، الذي أجراه المعهد في 22 دولة، أن الرأي العام في 16 من هذه الدول مؤيّد بغالبيته للجوء إلى الخيار العسكري تجاه طهران.
وبحسب الاستطلاع، فإن الأميركيين هم من أكثر الشعوب تأييداً للجوء إلى الخيار العسكري بحق إيران، إذ أعرب 66 في المئة ممّن يرفضون منهم حيازة إيران السلاح النووي عن تأييدهم لتوجيه ضربة عسكرية إليها، ولم يسبقهم في هذه النسبة سوى النيجيريين (71 في المئة).
أما في الدول الأوروبية، فكانت الآراء أكثر تبايناً. ففي فرنسا، أعرب 59 في المئة عن تأييدهم للخيار العسكري مقابل 41 في المئة ضدّه، يليهم الألمان (51 في المئة مع و39 في المئة ضد) ثم الإسبان (50 في المئة مع و34 في المئة ضد) وأخيراً البريطانيون الأكثر انقساماً (48 في المئة مع و37 في المئة ضد).
كذلك أظهر الاستطلاع أن قسماً كبيراً من الرأي العام في العديد من الدول الإسلامية يؤيّد حل أزمة الملف النووي الإيراني عن طريق اللجوء إلى القوة، كما في مصر (55 في المئة مع و16 في المئة ضد) والأردن (53 في المئة مع و20 في المئة ضد) ولبنان (44 في المئة مع و37 في المئة ضد). أما الأتراك فرأيهم مخالف (37 في المئة ضد الخيار العسكري و29في المئة معه).
في المقابل، أبدت أكثرية الباكستانيين تأييدها لحيازة إيران القنبلة النووية (58 في المئة مع وفقط 10 في المئة ضد حصولها على السلاح الذري).
وفي هذا الاستطلاع ظهر الروس الأكثر انقساماً حيال استخدام القوة بحق إيران، إذ أيّد هذا الأمر 32 في المئة منهم وعارضه 32 في المئة أيضاً، بينما أيّد 43 في المئة من الصينيين تجنّب حصول نزاع عسكري مع إيران مقابل 35 في المئة أبدوا موافقتهم على توجيه ضربة عسكرية.
كذلك أظهر الاستطلاع أن صورة إيران سلبية في جميع الدول التي شملها، ولا سيما في ألمانيا (86 في المئة) وفرنسا (81 في المئة).
(رويترز، يو بي آي، أ ف ب)