بدأت رزم العقوبات تتوالى على إيران بما يشبه زخّات المطر؛ فبعد عقوبات مجلس الأمن، ها هو الاتحاد الأوروبي يستعد لفرض إجراءات خاصة به، بالتزامن مع إعلان أوستراليا فرض عقوبات أحادية مماثلة
رفضت إيران، أمس، إجراءات الاتحاد الأوروبي لتشديد العقوبات عليها بسبب أنشطتها النووية، ووصفتها بأنها «غير منطقية وخاطئة»، فيما ندد رئيسها محمود أحمدي نجاد، بـ«الظلم والإرهاب» الذي تمارسه الدول «الاستكبارية» بحق شعوب العالم ودوله.
وانتقد نجاد، خلال التوقيع على عقود لتطوير حقل بارس الجنوبي للنفط والغاز في الخليج، «النهج المخادع الذي تعتمده الدول الغربية إزاء قضايا الشعوب المستضعفة».
وخلال لقائه مع رئيس البرلمان التركي، محمد علي شاهين، أعلن الرئيس الإيراني أن العرض الذي تدعمه تركيا والبرازيل بمبادلة الوقود النووي مع القوى الكبرى «لا يزال قائماً»، مضيفاً أن هذا العرض يمثّل «نموذجاً جديداً لإدارة شؤون العالم على أساس العدالة والمنطق».
من جهته، ردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، على قرار الاتحاد الأوروبي مناقشة فرض عقوبات على إيران ينوي بتّها غداً، بالقول «إن سياسة الوعد والوعيد التي يتبعها الاتحاد الأوروبي خاطئة وغير منطقية؛ لأن مثل هذه الإجراءات لن تحل القضية».
وأضاف مهمانبرست أن «العقوبات لن توقف عمل إيران النووي. العقوبات ستجعلنا أكثر إصراراً على أن نحقق اكتفاءً ذاتياً»، مشدداً على أن «ممارسة الضغوط على إيران ستصل إلى طريق مسدود».لكنه أجاب في ما يتعلق بموقف إيران من طلب الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، إجراء محادثات في الشأن النووي، بأنه تجري حالياً دراسة الطلب.
وأشار المتحدث الإيراني إلى أن طهران «تتطلع إلى علاقات استراتيجية مع روسيا، لكنها تضع في الاعتبار أي خطوة تؤثر عليها مرحلياً». وقال: «سنطرح موقفنا الدقيق حيال موافقة بعض الدول على قرار مجلس الأمن (بشأن العقوبات) عبر رسالة سيبعثها وزير الخارجية» منوشهر متكي إلى الدول المعنية.
من جهته، أعرب وزير الخارجية البرازيلي، سيلسو أموريم، أمام مؤتمر الأمم المتحدة لنزع الأسلحة في جنيف، عن معارضته للعقوبات الدولية الجديدة بحق إيران، مشيراً إلى أنه «لا يزال من المبكر جداً معرفة آثار العقوبات الجديدة على وجه الدقة».
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الأوسترالي، ستيفن سميث، فرض عقوبات جديدة على إيران، قائلاً إن «هذه التدابير الجديدة ستجعل من أوستراليا رأس حربة الجهود الرامية إلى إقناع إيران بالتخلي عن سلوك المواجهة الذي تعتمده مع المجموعة الدولية».
في السياق، أعلن نائب وزير الصناعة والمناجم الإيراني، محمد مسعود سامي نجاد، أن بلاده ستخفض صادراتها المعدنية إلى الدول التي أيدت فرض جولة جديدة من عقوبات الأمم المتحدة على طهران.
وقال سامي نجاد، في تصريحات نشرتها صحيفة «أرمان» اليومية: «سيجري منح الصادرات التي قلصتها الدول (المؤيدة للعقوبات) إلى تلك الدول التي لم يكن بوسعنا التجارة معها نظراً لقيود الإنتاج».
في هذه الأثناء، أعلنت إيران اكتشاف 30 مليار برميل نفط في حقل أرواند كنار جنوب البلاد.
إلى ذلك، أعلن زعيم حزب «درب الأمل الأخضر» الإيراني المعارض، مير حسين موسوي، أن «الحركة الخضراء»، التي بدأت بعد إعادة انتخاب نجاد، ستستمر.
وقال موسوي، في الإعلان الذي نشر على موقعه «كلمة.كوم»، في ذكرى مرور عام على الاقتراع: «في الذكرى الأولى للانتخابات الرئاسية، نبقى حازمين للحصول على الحرية والعدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)