دعت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كاثرين آشتون، رسمياً، كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي، إلى مناقشة «قضايا الأسلحة النووية»، في وقت بدأ فيه الاتحاد الأوروبي بمناقشة فرض عقوبات إضافية على إيرانكشفت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، كاثرين آشتون، عن توجيهها رسالة إلى كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي، للتباحث بشأن الملف الإيراني.
وقالت آشتون، عند وصولها إلى اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورغ الذي بحث مسألة فرض عقوبات إضافية على إيران، «كتبت إلى جليلي لدعوته إلى لقائي لنناقش حالياً مسألة الأسلحة النووية».
وتحدثت آشتون عن وجود نقاشات بشأن القطاعات المستهدفة وتفاصيل العقوبات، ولا سيما أن السويد أعربت على لسان وزير خارجيتها، كارل بيلت، عن اعتقادها بأن «العقوبات لن تؤدي إلى تسوية المشكلة، أو يكون لها تأثير سياسي كبير».
كذلك أعربت ألمانيا، وفقاً لمصادر دبلوماسية أوروبية، عن امتعاضها لإدراج قطاع الغاز ضمن العقوبات. إلا أن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، كشف عن أن «أوروبا يمكن أن تعزز العقوبات، وخصوصاً في ما يتعلق بتكنولوجيا استخراج النفط والغاز». وأشار إلى إمكان فرض «انضباط صارم جداً على الاستثمار في القطاع المصرفي والمالي».
في هذه الأثناء، رأى رئيس البرلمان التركي محمد علي شاهين، خلال لقائه برئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، أن بيان طهران لتبادل الوقود النووي خطوة إيجابية وصحيحة وبنّاءة، واصفاً قرار مجلس الأمن الدولي بحق إيران بأنه مبعث عدم ارتياح شديد، فيما أعلن وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، أن بلاده تولي أهمية كبيرة لمواصلة الجهود الرامية إلى إيجاد تسوية دبلوماسية للملف النووي الإيراني، ولا سيما أن «إيران لم تقفل الباب أمام الدبلوماسية».
من جهته، لفت لاريجاني إلى أن قرار مجلس الأمن يعبّر عن استياء القوى الكبرى من الدور المؤثّر للبلدان الجديدة في تسوية القضايا المعقّدة على الساحة الدولية، فيما قال وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أضاع الفرصة التي سنحت بالتوقيع على إعلان طهران.
في غضون ذلك، أكد نائب القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية، حسين سلامي، عدم وجود قلق إزاء فرض العقوبات على الحرس، «لأننا لم نبرمج تعاملنا الاقتصادي مع البلدان الكبرى في العالم».
من جهته، أعاد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التأكيد، في تصريحات أدلى بها إلى قناة التلفاز الأولى في إيران، أن قرار العقوبات «ولد ميتاً وفاشلاً»، معتبراً أن «مجلس الأمن ما هو إلّا أداة بيد النظام السلطوي الحديث».
وعن الدول التي صوّتت في مجلس الأمن لمصلحة قرار فرض العقوبات، لفت نجاد إلى أن ثلاثاً منها أكدت لإيران أنها تعرّضت لضغوط من الولايات المتحدة لم تستطع تفاديها. وكشف عن اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، امتد ساعة ونصف، حاول خلاله أوباما إقناع الأخير بأن تكتفي تركيا بالامتناع عن التصويت، وتحدث عن معاناته «من مشاكل في الكونغرس الأميركي، ولا بد له من القيام بعمل ما بشأن إيران».
من جهةٍ ثانية، غادر المرشح الرئاسي الخاسر مهدي كروبي، أمس، مدينة قم جنوبي طهران، بعدما تدخلت الشرطة للسماح له بمغادرة منزل رجل الدين المعارض يوسف ساني، عقب تعرّضه للحصار من قبل مؤيّدين للنظام، منذ أول من أمس. ودعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير السلطات الإيرانية إلى ضمان سلامة كروبي.
إلى ذلك، أعلنت إيران اعتقال 13 عضواً في «جماعة إرهابية» اتهمتها السلطات بالضلوع في اغتيال إمام سنّي العام الماضي.
(إرنا، مهر، أ ف ب، أ ب)