العقوبات على طهران لا تزال خاضعة للموقفين الروسي والصيني، برغم محاولة واشنطن إظهار الأمر مغايراً، فيما بدا أن إيران مشغولة بالتنديد بالاعتداء الإسرائيلي، ووضعها الداخلي

أعلنت موسكو وبكين أمس، أنهما ضد العجلة في التصويت على العقوبات، التي توقّع البيت الأبيض اعتمادها ضد إيران الأسبوع المقبل. ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قوله إن روسيا والصين ضد التعجيل في التصويت، مضيفاً خلال زيارته الى بكين «نحن ضد الضغط من أجل إجراء تصويت».
وأشار لافروف إلى أن العمل على القرار اقترب من نهايته وأن المصالح الاقتصادية الروسية والصينية وضعت في الاعتبار في مسوّدة القرار.
وكان وزير الخارجية الروسي اتصل بنظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، و«تبادلا الآراء في الوضع المحيط بالبرنامج النووي الإيراني في إطار عمل مجلس الأمن حول مشروع قرار ضد إيران وآفاق تطبيق اتفاق تبادل الوقود لمفاعل أبحاث طهران»، حسبما أفادت وكالة «نوفوستي».
وفي طهران، وصف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، الحصار الاسرائيلي على غزة بأنه «خطوة وحشية بدعم أميركي بريطاني». وهاجم خامنئي، في الذكرى الـ21 لوفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني، «الصمت الغربي والعربي على الجرائم الاسرائيلية في المنطقة»، لافتاً إلى أن العالم «يشهد تطورات كبيرة تنبئ بتغيير المعادلات العالمية».
ورأى أن الهجوم على لبنان والهجوم على أسطول الحرية من الأخطاء الأخيرة لإسرائيل، قائلاً إن «هذه الأخطاء مؤشر الى أن الكيان الصهيوني الغاصب يقترب خطوة فخطوة من نهايته المحتومة أي الانهيار والسقوط في وادي الفناء».
من جهته، قال الرئيس الايراني، محمود أحمدي نجاد، خلال كلمة لمناسبة رحيل الخميني قرب ضريحه جنوبي طهران، «سنصمد في وجه أعدائنا. وسندافع عن حقوق أمتنا حتى لو اضطررنا الى انتزاعها منهم».

كروبي يتعرّض لهجوم من أنصار الحكومة أثناء زيارته ضريح الخميني
وحذّر نجاد إسرائيل مجدداً بقوله «أقول للمسؤولين الصهاينة إن 60 عاماً من الأعمال الوحشية تكفي، وإن كل عدوان جديد سيؤدي الى الموت الأكيد للنظام الصهيوني». وأضاف إن «على الحكومة الأميركية أيضاً أن تتوب وتتوقف عن دعم النظام الصهيوني، مع العلم بأن المآزق التي وضع (الرئيس الأميركي باراك) أوباما نفسه فيها ستقود النظام الاميركي الى الهلاك». وقال «أعلن أن الكيان الصهيوني يخطّط لشنّ هجوم جديد على غزة وذلك للتعويض عن خسائره السابقة».
وفي الشأن الداخلي، انتقد نجاد المعارضة الايرانية التي تسعى للتظاهر في ذكرى انتخابه رئيساً للبلاد احتجاجاً على «تزوير» الانتخابات» في 12 حزيران الماضي. وقال إن «بعض الساعين لتشويه صورة إيران ونظامها الاسلامي لا يمكنهم أن يدّعوا أنهم يسيرون على نهج الإمام الخميني». وأضاف أن «الحكومة الايرانية هي الحكومة الأكثر ديموقراطية في العالم».
وكان أمين حزب «اعتماد مللي» الإصلاحي مهدي كروبي، قد تعرّض لهجوم من أنصار الحكومة، حين كان يحاول الوصول أول من أمس الى ضريح الإمام الخميني في ذكرى وفاته. وأفادت وكالة أنباء فارس الايرانية، بأن عشرات آلاف الاشخاص الذين كانوا في محيط الضريح هتفوا بشعارات معادية للرئيس الأسبق للبرلمان.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، إرنا)