خاص بالموقع - هاجمت قوات كوماندوس انتحارية تابعة لحركة طالبان الأفغانية اليوم تجمعاً ضخماً لزعماء القبائل في الوقت الذي افتتح فيه الرئيس حامد قرضاي مؤتمر سلام يأمل أن يقنع من خلاله مقاتلي الحركة المتشددة بإلقاء السلاح.وقال مسؤولون إنّ ثلاثة صواريخ سقطت في أرض قرب مكان انعقاد مؤتمر تقليدي لزعماء القبائل «جيركا» بينما اشتبك مسؤولو الأمن مع عدد غير معروف من المسلحين أحدهم فجّر نفسه بقنبلة. وأعلن وزير الثقافة ومنظم الاجتماع فاروق ورداك للصحافيين أنّ «ثلاثة انتحاريين يرتدون البرقع دخلوا منزلاً قيد الإنشاء. وأطلقوا قذائف على الخيمة (حيث يعقد الاجتماع)».
وأضاف ورداك أنّ «انتحاريين قتلا أما الثالث فقد اعتقل». وقال شهود في الموقع إنّ إطلاق النيران ظل يتردد حول مقر المؤتمر بعد مرور نحو ساعة من وقوع الهجوم الأول.
ودعا قرضاي إلى عقد مؤتمر للسلام للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن التقارب مع طالبان، وبعد دقائق من بدء إلقائه الخطاب أمام المؤتمر سقط أول صاروخ في أرض فارغة قرب المؤتمر في غرب العاصمة كابول.
وطلب قرضاي الذي نجا من ثلاث محاولات اغتيال على الأقل من المبعوثين عدم الذعر وواصل كلمته قائلاً «اجلسوا. لن يحدث شيء. لقد اعتدت على هذا. الكل اعتاد على هذا». وأنهى الرئيس كلمته وغادر المكان في قافلة مسلحة مع تحليق طائرات هليكوبتر في السماء. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد «الهجوم نفذه مقاتلونا».
ويشارك في مؤتمر جيركا وهو الاسم التقليدي لاجتماع زعماء البشتون منذ قرون نحو 1300 مبعوث لكن كان غياب ممثلي المقاتلين واضحاً وإن كان من المؤكد أن يكون هناك مبعوثون متعاطفون معهم.
ومع تصاعد التمرد إلى أعلى مستوياته منذ الغزو الأميركي الذي أسقط حكومة طالبان أواخر عام 2001 تشعر الحركة المتشددة بالثقة من أنّها ستبقى بعد انتهاء آخر غزو أجنبي في تاريخ الصراع الأفغاني الطويل.
وقالت طالبان في بيان أمس عشية الاجتماع الذي لم تدع إليه «من الواضح أنّ الجيركا سيقدم عذراً جديداً لتواصل أميركا حربها في أفغانستان بدلاً من أن يعمل على إحلال السلام في البلاد».
ويتحدث بعض الدبلوماسيين والمحللين بأهداف الجيركا النبيلة لكنّهم يشككون في جدوى المؤتمر. ويزيد الموقف تعقيداً تنافس باكستان والهند وإيران بل حتى روسيا على بسط النفوذ في البلاد.
ورفض عبد الله عبد الله الذي هزمه قرضاي في انتخابات الرئاسة العام الماضي مؤتمر الجيركا مقدماً وإن صرح بأنّه لن يدعو إلى مقاطعته. وقال «النتائج التي سيتوصل إليها الجيركا لن تقربنا من السلام». وأضاف «جدول الأعمال لا يعرفه الناس... والناس المدعوون للجيركا لا يمثلون الشعب. هذا الحدث يبدو لي مجرد ممارسة للعلاقات العامة».
وتدعو النقاط الرئيسية في خطة قرضاي إلى إصدار عفو عام عن مقاتلي طالبان الذين ينبذون العنف والتمرد ويقبلون بدستور البلاد، ولتشجيعهم يمكن أن يحصلوا على تدريب ووظائف ومشروعات تنمية في المناطق التي يعيشون فيها.
ويطالب برفع عدد من مسؤولي طالبان من قائمة الأمم المتحدة السوداء وأن يمنح آخرون حق اللجوء إلى دول إسلامية صديقة.
(رويترز، أ ف ب)