خاص بالموقع- لم تسر عملية تهدف إلى بسط الأمن في قرى «صديقة» حول موقع قتالي أميركي في وادي ارغنداب كما كان مأمولاً هذا الأسبوع، واستدرج الجنود الأميركيون إلى معركة مع المتمردين ودخلوا في جدال مع السكان المحليين بشأن سبب وجودهم في هذه المنطقة.
وقتل جنود أميركيون بالرصاص اثنين يشتبه في أنهما من طالبان فتحا النار عليهم، وإن قال سكان محليون إنهما مزارعان. واتهموا الجنود الأميركيين بالتسرع في فتح النار بعدما انطلقت فرقعات من ماسورة عادم جرار، في إظهارٍ لمدى صعوبة المهمة الأميركية لكسب قلوب السكان وعقولهم في المنطقة التي شهدت نشأة طالبان.
وقال الكولونيل آرثر كنداريان، الذي يقود اللواء الثاني من الفرقة الأميركية 101 المحمولة جواً، إنه واثق من أن الجنود الأفغان الذين ينضمون الآن للقوات الأميركية سيتمكنون في نهاية المطاف من إقناع السكان بأن طالبان لم تعد تسيطر على لقمة العيش في أفغانستان.
وقال كنداريان: «أعتقد أننا سنكون على ما يرام. في المقاطعات الثلاث التي أتولى قيادتها بدأنا نرى قوات إضافية في بعض هذه المناطق. أمن السكان يستغرق وقتاً».
ويُعَدّ وادي نهر أرغنداب طريق تسلل مهماً يستخدمه مقاتلو طالبان لمهاجمة القوات الأميركية وتهريب الأسلحة والرجال على بعد كيلومترات معدودة إلى الشرق من مدينة قندهار.
ويجري حالياًَ التخطيط لشنّ عملية عسكرية تشارك فيها القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في إقليم قندهار، لكن المتمردين في أرغنداب يختبرون عزم اللواء الذي يقوده كنداريان بزرع الألغام حول الموقع العسكري، وشن هجمات كر وفر تنطلق من مناطق زراعية كثيفة.

ويطبق القادة العسكريون الأميركيون استراتيجية مضادة معقدة يعطون فيها «حماية السكان» أولوية على الجهود العسكرية لإلحاق الهزيمة بالمتمردين على أمل كسب «قلوب السكان وعقولهم».

لكن كثيرين من الجنود على الجبهة الأمامية وصغار الضباط يعتقدون أن هذه الاستراتيجية لن تنجح في أفغانستان أو على الأقل لن تنجح قبل يوليو تموز عام 2011 وهو الموعد الذي حدده الرئيس الأميركي باراك أوباما لبدء سحب القوات الأميركية.

ويقولون إنه على عكس العراقيين، لم يقف الأفغان قط وراء حكومة مركزية قوية، وإن ولاءهم هو لزعماء القبائل المحلية، لا زعماء الأقاليم والمقاطعات أصدقاء الولايات المتحدة والرئيس الأفغاني حميد قرضاي.

وقف ضابط برتبة لفتنانت أمام مسجد مبني من الطوب اللبن في قرية سيدون كالاتشيه وقت الفجر، محاولاً إقناع زعيم القرية بالسماح للجنود بالمبيت، وقال جندي أميركي معلقاً: «لا قرى صديقة ولا قلوب ولا عقول هنا».

وبعد التهديد بعملية احتلال بالقوة لتنظيم دوريات أمن، وافق السكان المحليون على نقل الفصيلة إلى منزل يصعب الدفاع عنه، قائلين إن طالبان ستقتلهم إذا رأت أنهم يقدمون أي مساعدة.

وخلص القائد إلى القول إن الجنود الأفغان سيتخطون هذه الخلافات الثقافية وانعدام الثقة في واحدة من أكثر المناطق اضطراباً في المنطقة المحيطة بالموقع القتالي بل منطقة الوادي كله وإنهم بدأوا في تنظيم دوريات.

(رويترز)