واشنطن ــ محمد سعيدكشفت تحقيقات أميركية رسمية أن الأموال التي تدفعها الحكومة الأميركية، في إطار برنامج «أفغانستان أولاً»، لدعم اقتصاد أفغانستان وتطوير وضعها السياسي، لا تحقق أياً من هذه النتائج، بقدر ما تسهم في نشر الفساد وتعزيزه، بخلق مزيد من سماسرة السلطة، كما هي الحال في العراق.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن أعضاء في فريق التحقيق العسكري الأميركي المعني بالتحقيق، أن التقويمات الأولية لوجهة الأموال التي تدفعها الولايات المتحدة لآلاف المتعاقدين الأميركيين والمتعاقدين الفرعيين الأفغان، تشير إلى أنه بدلاً من أن تحفّز هذه الأموال الأميركية الأعمال الصغيرة والمتوسطة في أفغانستان وبناء الثقة ونشر الرخاء، فإنها وصلت إلى سماسرة السلطة التقليديين، بل خلقت سماسرة جدداً.
وبلغ حجم الأموال الأميركية التي أُنفقت في هذا المجال، خلال الـ8 سنوات الماضية، أكثر من 50 مليار دولار، فيما طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما تمويلاً إضافياً لإعادة الإعمار في أفغانستان للعام المالي 2011 بقيمة 20 مليار دولار.
وقالت رئيسة فريق التحقيق العسكري، الأدميرال كاثلين، إنه على عكس ما جرى في العراق، حيث فازت الولايات المتحدة بأغلب العقود اللوجستية، فإن استخدام الأفغان هو جزء من استراتيجية مكافحة التمرّد.
وكانت لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي الفرعية في مجلس النواب الأميركي قد أصدرت أخيراً تقريراً أشارت فيه إلى أن عشرات ملايين الدولارات تجد طريقها إلى «طالبان»، عبر متعاقدين محليين.
في هذا الوقت، لا تزال الأزمة الناتجة من تسريب معلومات سرّية من قبل موقع «ويكيليكس» عن الحرب في أفغانستان تتفاعل، طارحةً علامات استفهام بشأن أمن الشبكة العنكبوتية لجهة تقاسم المعلومات الاستخبارية من خلالها.
وعلى هامش مؤتمر عن الأمن المعلوماتي، الذي اختتم أول من أمس في لاس فيغاس، قال الجنرال المتقاعد في سلاح الجو، الرئيس السابق لـ«سي آي إيه»، مايكل هايدن، إنه «في السنوات التي تلت 11 أيلول، كلما حدث خطب ما يوجّه الحزبان إليّ اللوم لعدم تقاسم (المعلومات) على نحو كاف». وتابع «كنا نقول: نعم سنتقاسم (المعلومات)، لكنّ ضميرنا كان يقول لنا إن هناك مخاطر حقيقية لنتقاسمها. هذا ما استنتجناه للتوّ».
في المقابل، اتهمت حركة «طالبان» الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس بأنه مسؤول عن مقتل 90 مدنياً في أفغانستان، بحسب ما نقل مركز «سايت» عن الحركة.
من جهة ثانية، أعلن حلف الأطلسي مقتل ثلاثة من جنوده في الجنوب إثر انفجار قنابل يدوية الصنع، من دون أن يكشف جنسيّتهم.