خاص بالموقع- أعلنت السفارة الأميركية في مكسيكو أنّ الولايات المتحدة قررت إغلاق قنصليتها في مدينة سيوداد خواريس الحدودية في شمال المكسيك حيث تدور حرب طاحنة بين عصابات تهريب المخدرات. في مكسيكو، قالت السفارة في بيان إنّ «القنصلية في سيوداد خواريس ستغلق ابتداءً من (اليوم) الجمعة وستبقى كذلك حتى مراجعة الإجراءات الأمنية واتخاذ قرار رسمي في هذا الشأن». وكانت عصابات تهريب المخدرات قد استخدمت في منتصف تموز، للمرة الأولى، سيارة مفخخة لقتل شرطيين اثنين في سيوداد خواريس على الحدود مع ولاية تكساس الأميركية. وأغلقت القنصلية في آذار مؤقتاً بعد مقتل أميركيين، أحدهما موظفة قنصلية، وموظف مكسيكي.
وسيوداد خواريس هي أخطر مدينة في المكسيك بسبب النزاع بين عصابات المخدرات الذي أدى إلى سقوط نحو سبعة آلاف قتيل منذ بداية السنة الجارية.
وتقترب حصيلة ضحايا هذا النزاع من 25 ألف قتيل منذ كانون الأول 2006 تاريخ وصول الرئيس فيليبي كالديرون إلى السلطة في المكسيك وإعلانه الحرب على المهربين التي جند لها خمسين ألف عسكري.

وبلغت حصيلة ضحايا النزاع الذي يدور بين عصابات المخدرات، وبين هذه العصابات وقوات الأمن أيضاً العام الماضي تسعة آلاف قتيل.

وفي آخر تطورات هذه الحرب، أعلنت وزارة الدفاع المكسيكية أنّ إيناسيو «ناشو» كورونيل، أحد أكبر ثلاثة قادة لكارتل «سينالوا» لتهريب المخدرات قتل خلال هجوم للجيش في ضواحي غوادالاخارا (غرب المكسيك).

وقال نائب وزير الدفاع إدغار رويز في مؤتمر صحافي إنّ كورونيل قتل «خلال محاولته الفرار» وبعدما أطلق النار على عسكريين حضروا لاعتقاله في زابوبان، إحدى ضواحي غوادالاخارا. وأضاف أنّ «ناشو» قتل عسكرياً وجرح آخر برصاص.
وكورونيل كان أحد القريبين من يواكين غوزمان، الملاحق الأبرز في المكسيك، لكونه الذي يتزعم كارتل سينالوا.
وكورونيل يوصف أيضاً بأنّه «ملك الكريستال» في إشارة إلى سيطرته على إنتاج وتوزيع نوع قوي من المخدرات يدخل الكوكايين في تركيبته ويسمى «الكريستال»، في أسواق أميركا الشمالية. وكانت الولايات المتحدة قد رصدت خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقاله. وأوضح أنّ العسكريين اعتقلوا فرانشيسكو كوينونيس الذي يُعَدّ مساعده أيضاً.

ويمثّل مقتل كورونيل واحدة من أقسى الضربات التي وجهت إلى تهريب المخدرات وأفدح خسارة يواجهها كارتل سينالوا في عهد كالديرون.
وزار كالديرون الخميس غوادالاخارا لعقد اجتماع مع رؤساء الشركات وتدشين استاد رياضي. وأكد مجدداً في هذه المناسبة أنّ حكومته «ستواصل محاربة الجريمة المنظمة بحزم».
وقال نائب وزير الدفاع إنّ كورونيل «كان في منزل في منطقة كوليناس دي سان خافيير». وروى جيران أنّ مروحيات حلقت فوق المنطقة بينما كان الجنود يطوقون الحي.

وقالت شاهدة في الحي إنّ «المروحيات حلقت على علو منخفض جداً ومنعنا من مغادرة منازلنا. بعد ذلك سمعنا إطلاق نار ودوي انفجارات».

وكورونيل (56 عاماً) الملقب بـ«المهندس» هو أحد ثلاثة زعماء لقيادة كارتل سينالوا. أما الزعيمان الآخران، فهما خواكين غوزمان الملقب «ال شابو» وإسرائيل زامبادا المعروف باسم «ال مايو» أيضاً.

وقال نائب وزير الدفاع إنّه كان «يسيطر على تهريب الكوكايين» على «طريق المحيط الهادئ»، موضحاً أنّه كان يدير عمليات التهريب على نطاق واسع في غرب المكسيك.
وكورونيل بدأ عمله في التسعينيات لدى أهم بارونات المخدرات حينذاك، أمادو كاريو فوينتس الذي توفي في 1996. وقد اتحد مع كارتل سينالوا في 2001 وأصبح في أقل من عشر سنوات أحد أهم زعمائه.

ومن العوامل الأساسية لصعوده زواج ابنة أحد أشقائه بغوزمان.
من جهة أخرى، أعلن القضاء المكسيكي العثور على جثث 15 شخصاً بينهم امراتان، تحمل آثار تعذيب وجروحاً بالرصاص الخميس على طريق شمال شرق البلاد.

وعثر على الجثث في ولاية تاماوليباس على طريق تؤدي من سيوداد فيكتوريا إلى ماتاموروس المحاذية لمدينة براونسفيل الأميركية في تكساس، حسبما ذكرت المصادر نفسها.

وأوضحت السلطات أنّ الجثث كانت «مكبلة الأيدي ومعصوبة الوجوه مع آثار تعذيب وكسور في الجمجمة يبدو أنّها ناتجة من أسلحة».

وتحمل كل الجثث حرف «زد» على قمصانها، في إشارة إلى كارتل «زيتا» على الأرجح.

إلى ذلك، قالت السلطات في كاليفورنيا إنّها القت القبض على عشرات وأتلفت نباتات ماريجوانا تقدر قيمتها بمليارات الدولارات في مزارع قال مسؤولون إنّ مهربي مخدرات مكسيكيين يسيطرون عليها.

وقيمة الماريجوانا الذي أُتلف في جبال سييرا نيفادا بكاليفورنيا 1.7 مليار دولار. ودمرت السلطات نحو 270 فداناً من نباتات الماريجوانا كانت تُروى وتُرَش بالسماد.

وقال رئيس بلدية مقاطعة ماديرا جون أندرسون إن «المهمة عبارة عن حرب جماعية على الجريمة المنظمة». وأدت سلسلة غارات بدأت في كانون الثاني في ثلاث مقاطعات بشمال كاليفورنيا ووسطها وأطلق عليها اسم عملية الرمح إلى القبض على 97 شخصاً ومصادرة أكثر من 400 ألف من نباتات الماريجوانا.

وصادرت السلطات قرابة 500 رطل من الماريحوانا جُمعت و74 أوقية من الكوكايين و 49 أوقية من الميثامفيتامين وأسلحة عديدة.

وقال مكتب رئيس البلدية إنّ من أُلقي القبض عليهم وجهت إليهم تهم زراعة الماريجوانا وحيازتها للبيع وجرائم حيازة أسلحة ومخالفات تتصل بالهجرة.

(أ ف ب، رويترز)