طهران تعرض وقف التخصيب لـ20% vs الوقود... وواشنطن تشترط تسليم اليورانيومحديث المفاوضات بين إيران والغرب أصبح مادة الساعة، رغم كثافة العقوبات التي باتت تحاصر طهران من جهات القارات الخمس. لكن لغة الحوار لا يمكن أن تنفصل عن التحذير والتهديد والاتهام ما دام ذلك يحسّن شروط قيادة اللعبةاتّهمت طهران واشنطن، أمس، بأنها دفعت مليار دولار لقادة المعارضة ووعدت بدفع خمسين ملياراً أخرى عن طريق عملاء سعوديين لإطاحة النظام الإسلامي. وترافق هذا الاتهام مع تحذير الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، من أن العقوبات الأوروبية على إيران ستسبب الضرر للأوروبيين.
في هذه الأثناء، قدّمت كل من طهران وواشنطن عرضين نوويّين مختلفين؛ ففيما عرضت إيران التوقف عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، بشرط تسليمها الوقود النووي الضروري لمراكز أبحاثها، سارعت الولايات المتحدة إلى تأكيد استعدادها لإمداد إيران بوقود نووي لمفاعل طهران، في مقابل أن تسلّم الجمهورية الإسلامية بعضاً مما لديها من يورانيوم منخفض التخصيب. وكشف وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أنّ طهران قدمت تأكيداً بأنها ستتوقف عن تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء بنسبة 20 في المئة إذا وافقت القوى العالمية على تبادل الوقود النووي بموجب اتفاق طهران الذي وقع في 17 أيار الماضي. وقال داوود أوغلو، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي، إن «ثمة رسالة أخرى مهمة قدمها وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي أثناء زيارته لتركيا (يوم الأحد)، وهي أنه إذا تم توقيع اتفاق طهران، وقُدِّم لإيران الوقود الضروري الذي تحتاج إليه لأنشطة الأبحاث، فلن تواصل عندئذ تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20 في المئة». ونقل الوزير التركي تأكيد إيران أن الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون وكبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية سعيد جليلي، «يمكن أن يجتمعا بعد نهاية شهر رمضان».
بدوره، أعرب فسترفيلي عن تفاؤله إزاء عرض إيران الدخول في محادثات بشأن تبادل الوقود النووي من دون شروط على اعتبار أنه «علامة طيبة».
وفي السياق دعت آشتون، إلى استئناف المفاوضات مع إيران في أقرب وقت ممكن. وقالت آشتون، بعد اجتماعها مع وزير خارجية ايطاليا فرانكو فراتيني في روما، إن العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على طهران «تهدف إلى الحوار» باعتباره «الوسيلة ذات الأولوية في أوروبا». وأضافت «نريد استئناف المفاوضات في أقرب وقت» مع طهران، مشيرة إلى أنها على اتصال مع جليلي.
وبعد إعلان داوود أوغلو، سارع المتحدث باسم وزارة الخارجية بي جي كرولي إلى الإعراب عن استعداد بلاده التام لمتابعة اقتراح القوى الكبرى الخاص بإمداد إيران بوقود نووي لمفاعل طهران الطبّي، «في مقابل أن تسلّم بعضاً ممّا لديها من يورانيوم منخفض التخصيب»، وهو اقتراح قُدم العام الماضي ولم ينفَّذ.
في المقابل، أعلن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أن العقوبات الأوروبية التي فرضت أخيراً على بلاده، سوف تعود بالضرر على أوروبا، قائلاً إن «زمن التسلّط قد ولى وحان الوقت كي تستعيد الشعوب ثرواتها من المستكبرين». وأضاف نجاد، «إن الأمر (فرض العقوبات) لن يكون مفيداً ولن يحقق شيئاً للغرب بل إنهم سيواجهون أضراراً في هذا الجانب».
من جهة ثانية، قال الرئيس الإيراني إن بلاده حالت دون هيمنة شركات غربية على النفط، واعداً بدخول إيران «بقوة» الى أسواق صناعة النفط والغاز العالمية. واتهم بعض الشركات الأجنبية، التي لم يسمّها، بأنها «كانت تطيل فترة تنفيذ المشاريع التي تستغرق 36 شهراً الى نحو 12 سنة، وهذا التأخير يزيد أضعافاً من كلفة ووقت تنفيذ المشاريع في البلاد».
في هذه الأثناء، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، محمد كرمي راد، إنه سيتم توفير الوقود النووي محلياً لمفاعل طهران في نهاية شهر آب المقبل.
وأضاف كرمي راد، إن العقود التي تبرمها إيران حالياً مع الدول المختلفة في مجالي الصناعة والتجارة «تثبت أن سياسة فرض العقوبات ضد إيران غير مؤثرة ومن دون جدوى».
إلى ذلك، قال رئيس مجلس صيانة الدستور، أحمد جنتي، إن طهران «حصلت على وثائق تدل على أن الأميركيين دفعوا مليار دولار لقادة الفتنة عن طريق عملائهم السعوديين الناشطين في دول المنطقة»، مضيفاً إن السعوديين وعدوا على ما يبدو «بخمسين مليار دولار أخرى» لقادة المعارضة إذا نجحوا في «قلب النظام القائم». وتابع إن «قادة الفتنة نظّموا أعمال شغب بمساعدة الأميركيين وكانوا واثقين من أن الثورة ستنهار، بمساعدة الولايات المتحدة».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، مهر، إرنا)