strong>كرّر الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، أمس، تحذيراته من حرب أميركية تطال دولتين في الشرق الأوسط من دون أن يكشف مصدر معلوماته الاستخباري أو اسم الدولتين، في وقت لا تزال فيه معركة الملف النووي الإيراني على أشدّهاأعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، أن بلاده تتوقع أن تنفّذ الولايات المتحدة ضربة عسكرية على «دولتين على الأقل» في الشرق الأوسط خلال الشهور الثلاثة المقبلة، فيما رأت موسكو أن العقوبات الأوروبية على إيران تقوّض الجهود الدولية لحل القضية النووية الإيرانية.
وقال نجاد، خلال مقابلة مع قناة «برس تي.في» الرسمية الإيرانية، «قرروا مهاجمة دولتين على الأقل في المنطقة خلال الشهور الثلاثة المقبلة»، مشيراً الى أن إيران «لديها معلومات دقيقة للغاية بأن الأميركيين يدبّرون مؤامرة يشنّون من خلالها حرباً نفسية على إيران».
وأضاف «للولايات المتحدة هدفان تسعى لتحقيقهما من هذه المؤامرة، أولاً تريد عرقلة تقدم إيران وتطورها. إنهم ضد تقدمنا. وثانياً إنهم يريدون إنقاذ النظام الصهيوني لأن هذا النظام وصل الى طريق مسدود ويعتقد أن بإمكانه البقاء من خلال نزاع عسكري جديد».
وأكد الرئيس الإيراني أن «إيران ستستأنف المفاوضات مع الغرب حول برنامجها النووي في أيلول»، بعدما جمّدتها شهرين بسبب صدور قرار العقوبات الدولي عن مجلس الأمن في التاسع من حزيران الماضي. ولفت نجاد الى أن بلاده تريد «مشاركة تركيا والبرازيل».
وتحدث الرئيس الإيراني عن العقوبات الدولية، قائلاً إن سياسات «الأوروبيين والاميركيين سخيفة. يعتقدون أنهم سيؤثرون على حياة المجتمع الايراني. في الواقع يفرضون عقوبات على أنفسهم».
وتابع إن «المنطق الذي يقول إن بإمكانهم إقناعنا بالتفاوض عبر العقوبات فاشل».
من ناحية ثانية، نفى الرئيس الايراني، في حديث لشبكة «سي بي اس» الاميركية بُث أول من أمس، أن تكون طهران تقدّم مساعدتها لطالبان في أفغانستان كما تؤكد وثائق سرية كشفتها الولايات المتحدة، قائلاً «لا ندعم أي مجموعة. لا ندعم إلا الشعب الافغاني. ندعم ونريد تعزيز الأمن في أفغانستان». وأضاف «نعتقد أن على الافغان أن يحكموا بلادهم».
في هذا الوقت، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، أن «الاتحاد الأوروبي يسير في الاتجاه الخاطئ تحت ضغوط أميركية، واتّباعه الأعمى لأميركا جعل مكانة أوروبا واستقلالها محل اتهام».
وتابع مهمانبرست «في الوقت الذي تصر فيه إيران دائماً على التعاون والتفاهم من أجل توفير أجواء إيجابية فإن إصدار الاتحاد الأوروبي قرار عقوبات سيعقّد الأمر.. وستترتب عليها (العقوبات) عواقب سلبية».
وفي موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن قرار العقوبات الأوروبية الأخير «لا يقوّض فحسب جهودنا المشتركة للسعي إلى تسوية سياسية ودبلوماسية بشأن برنامج إيران النووي، لكن يُظهر أيضاً ازدراءً للبنود التي صيغت ونُسّقت بعناية في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة»، مؤكدة أن اللجوء إلى العقوبات خارج إطار مجلس الأمن الدولي «غير مقبول».
وإذ أقر البيان الروسي بأن موسكو لديها أوجه خلاف كبيرة مع الغرب في ما يتعلق بإيران، انتقد العقوبات الأميركية من جانب واحد. وقال «يؤسفنا القول إن كل الخطوات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أخيراً لتكثيف الضغوط على إيران تظهر ازدراءهما لمبادئ التعاون».
وفي السياق نفسه، رأى وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، أن رفض بلاده لفرض عقوبات على إيران في مجلس الأمن يعدّ دعماً لنهج الدبلوماسية. وقال، في حديث لمجلة «نيوزويك» الأميركية، إن المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد «البرادعي سلمه فكرة التوافق (مع طهران) ولذا فإن تركيا عملت ما بوسعها من أجل تحقيق هذا الهدف الذي يتمثّل ببناء جسور الثقة بين إيران والدول» الست.
في هذا الوقت، أكد مارتين نسيركي، المتحدث باسم الأمين العام الأمم المتحدة بان كي مون، أن الأخير يحرص على استئناف المفاوضات بين إيران ومجموعة فيينا (أميركا وروسيا وفرنسا ووكالة الطاقة) بعد تسليم إيران رسالتها الى المجموعة حول موضوع النووي الايراني السلمي، أول من أمس.
(أ ف ب، رويترز، مهر، فارس، إرنا)