تعرف جميع مجموعات الضغط (اللوبيات) في العالم من أين يجب أن تبدأ التعبئة للوصول إلى غاياتها: الإعلام. وقد تكون اللوبيات اليهودية أبرز من كان ولا يزال طليعياً في مجال حسن مخاطبة الرأي العام، حتى في مجتمعات غير متعاطفة تاريخياً مع إسرائيل. وفي ظلّ الجوّ العدائي الذي يجتاح الشارع التركي ضد الدولة العبرية وجرائمها، أطلقت مجموعة من يهود تركيا تُدعى «هاستورك»، حملة لتزويد الرأي العام التركي وإعلامه، بالأخبار والتطورات الإسرائيلية، وذلك من خلال موقع إخباري إلكتروني انطلق في 20 تموز الجاري عنوانه www.hasturk.com ، يبثّ كل ما يتعلّق بأنباء الدولة العبرية باللغة التركية. موقع هدفه «تعزيز الصداقة بين تركيا وإسرائيل»، ومصدر أخباره كل من الصحافة العبرية والبيانات الرسمية الصادرة عن مؤسسات دولة الاحتلال، بحسب المتحدث باسم منظمة «هاستورك» رافاييل سادي.
وتظهر النية الترويجيّة لمصلحة تل أبيب من خلال ما يكشفه سادي في مقابلة مع صحيفة «حرييت» نشرتها أمس، يقول فيها إنّ فكرة مواجهة الدعاية المعادية لإسرائيل في تركيا «انطلقت بعد الانتفاضة الثانية في عام 2000، وهو ما دفعني، كإسرائيلي ـــــ تركي، إلى التفكير بفعل شيء ما لمواجهة هذه الحملة، لأنّ المجتمع التركي أصبح معادياً لإسرائيل منذ 10 سنوات».
ويتابع سادي شارحاً: «نحن، كمواطنين أتراك وإسرائيليين نعيش في تركيا، وكأناس نتقن اللغتين التركية والعبرية، ونعرف المجتمع الإسرائيلي جيداً، نعرف للغاية مدى الأثر السيّئ للمعلومات غير الدقيقة على العلاقات بين الدولتين». ويشير إلى أن الموقع الإخباري «سيؤدي خدمة مهمة للناس الذين يودّون أن يروا الحقيقة من دون تزوير ومن دون عدائية».
ولدى سؤاله عن النظرة الإسرائيلية تجاه تركيا منذ العدوان الإسرائيلي على فلسطينيي غزة في أواخر عام 2008، أجاب سادي بأنّ «الشعب الإسرائيلي يفرّق بين الحكومة التركية والشعب التركي»، مؤكداً أن الإسرائيليين ينظرون إلى رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان كشخص معادٍ لإسرائيل، بينما الغالبية منهم يميّزون بين السياسيين والمواطنين الأتراك.
يُذكَر أن هناك نحو 100 ألف يهودي في تركيا، 3000 منهم منتسبون إلى هذه الجمعية.
(الأخبار)