باريس ــ بسّام الطيارة
نفذت مجموعات تنظيم «القاعدة» في المغرب الإسلامي تهديدها، وقتلت الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو (الصورة). الخبر أكده الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الذي توعد القتلة في كلمة متلفزة.
ساركوزي، الذي بدا خلال الكلمة شاحب الوجه، قال إن «هذا العمل الهمجي لن يبقى بلا عقاب». وأضاف «لقد قتلوا ببرودة أعصاب شخصاً مريضاً في الثامنة والسبعين من عمره، ورفضوا أن يؤمنوا له الأدوية التي كان يحتاج إليها». وتحدث عن خصال الضحية، قائلاً إنه بريء ومتبرع «خصص وقته بعد التقاعد لمساعدة السكان المحليين».
وبرّر الرئيس الفرنسي الهجوم الذي قامت به قوات موريتانية بمساعدة «لوجستية فرنسية» ضدّ عناصر «القاعدة» في مالي، بأن «المعسكر الأساسي للمجموعة الذي دمر، كان على الأرجح مكان اعتقال» الرهينة. وأضاف إنه كان من «واجب فرنسا» بذل المحاولات لإنقاذ جيرمانو.
إلا أن بعض الانتقادات بدأت تتردد حول العملية العسكرية، ورأى البعض أنها «عجلت في النهاية، أو على الأقل عرضت حياة الرهينة للخطر»، فيما تحدث البعض الآخر بأن جيرمانو الذي كان يعاني من مشاكل في القلب ويحتاج إلى الأدوية، قد توفي على الأرجح قبل أسابيع، وهو ما يفسر صدّ تنظيم «القاعدة» كل محاولات فتح مفاوضات بشأنه، خلافاً لما حصل لدى خطف فرنسي آخر في المنطقة هو بيار كامات لنحو ثلاثة أسابيع في الصحراء المالية قبل أن تفرج عنه مجموعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، مقابل الإفراج عن أربعة إسلاميين كانوا مسجونين في مالي.
وكان قصر الإليزيه قد دعا مجلس الدفاع والأمن إلى اجتماع شارك فيه مسؤولون وزاريون واستخباريون، ولم تُكشف أي تفاصيل عن كيفية حصول السلطات الفرنسية على المعلومات التي تؤكد مقتل الرهينة، إلا أن مصدراً في وزارة الدفاع صرّح بأن «إعلان «القاعدة» صحيح».
من جهة ثانية، علمت «الأخبار» أن وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، كان يفترض أن يتوجه أمس إلى مالي والنيجر وموريتانيا بناءً على طلب ساركوزي للبحث مع السلطات المحلية في التدابير الأمنية التي ينبغي اتخاذها من أجل تأمين سلامة المواطنين الفرنسيين. ومن المعروف وجود عدد كبير من الفرنسيين والشركات الفرنسية في تلك الدول التي كانت في السابق مستعمرات فرنسية.