يجتمع اليوم في بوغوتا الأمين العام لمنظمة أوناسور الإقليمية، الرئيس الارجنتيني السابق نستور كيرشنير والرئيس الكولومبي المنتخب خوان مانويل سانتوس الذي يتسلم مقاليد الحكم في 7 آب للبحث في ذيول قطع العلاقات الدبلوماسية بين فنزويلا وكولومبيا والتوتر المتزايد بين البلدين. وسيجتمع الخميس المقبل وزراء خارجية أوناسور للهدف نفسه. وقد استغل الرئيسان الفنزويلي هوغو تشافيز والكولومبي ألفارو أوريبي نهاية الأسبوع لتجهيز مواقفهما قبل المواجهة الكلامية المقبلة، وأدخلا عليها عناصر تليين وتشدد.
وخلال اجتماع مع النقابيين، طالب تشافيز «الفارك» بـ«إعادة النظر باستراتيجية الكفاح المسلح لأنّ ظروفها غير متوفرة... ولأنّها تحوّلت إلى الحجة التي تلجأ إليها الإمبريالية الاميركية لتدخل كولومبيا ولتهدد فنزويلا والإكوادور ونيكاراغوا وكوبا». ثم عاد الزعيم الفنزويلي إلى التشدد في اليوم التالي خلال حفل تكريم لسيمون بوليفار قائلاً إنّه تلقى رسالة من «صديق أميركي ينذرني بأنّه بدأت تتسارع محاولات اغتيالي. أعرف أنّي محكوم بالقتل ولكنّني لن أخضع أمام الابتزاز والتهديد».
من جهته، فتح أوريبي نافذة ضيقة في العلاقة مع فنزويلا عندما قال «إنّ الأشرار (الفارك) يأتوننا من الخارج، يزرعون الدمار والموت، ثم يعودون إلى قواعدهم ويخرقون حدود الجيران وسيادتهم»، في إشارة إلى أنّ فنزويلا ليست مسؤولة بل ضحية وجود «الفارك» على أراضيها.
إلا أنّ الأساس في الخطة الكولومبية، التي وجدت دعماً سريعاً من الولايات المتحدة، هو تأليف لجنة تحقيق في الاتهامات تتأكد على الأرض من صحة وجود معسكرات «الفارك» و«جيش التحرير الوطني» في فنزويلا، حيث يقدر الوجود العسكري بـ1500 عنصر والتجمعات بـ86 في الأدغال الفنزويلية.
وإقامة الثوار في المنطقة الامازونية، في فنزويلا أو الإكوادور وحتى كولومبيا، ليست للهجوم على أحد، بل كقاعدة خلفية، وهي نتيجة منطقية لخطة الحرب الكولومبية التي عملت منذ عقد على إخراج الفارك وغيرها من المدن وإرغامها على التراجع باتجاه الحدود.
وعلى هامش الحيرة والحذر السائدين في كلّ دول أميركا الجنوبية، استغرب الرئيس البرازيلي لويس ايغناسيو لولا دا سيلفا «التوقيت الذي لجأت إليه كولومبيا لإثارة المسألة، أي قبل أسبوعين من التسليم والتسلم، وكانت كلّ الخطوات والاتصالات توحي بالتحسن»، فيما انتقد الرئيس الإكوادوري رافائيل كوريا، وهو الرئيس الدوري للأوناسور، الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية خوسي ميغيل إنسولزا لـ«تشبّثه» بعقد الاجتماع الطارئ الذي طالبت به كولومبيا والذي أشعل «فتيل التوتر وما أوصلنا إلى ما وصلنا إليه، وكان من الممكن تحاشيه».
(الأخبار)