لقاء تركي برازيلي إيراني في إسطنبول لـ«خلق نظام عالمي جديد»جدّدت كل من تركيا والبرازيل أمس، تصميم بلديهما على حل الموضوع النووي الإيراني بالطرق السلمية، وذلك عشية اجتماع أمني تركي إيراني يعقد اليوم في طهران، فيما أعلن الرئيس محمود أحمدي نجاد أن أي دولة تشارك في «السيناريو الأميركي الجديد سنعتبرها عدوةً لإيران وسنرد عليها بحزم»، منتقداً بشدة نظيره الروسي ديمتري مدفيديف الذي أصبح «المتحدث باسم مشروع أعداء إيران».
وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء بأن وزيري خارجية تركيا والبرازيل، أحمد داوود أوغلو وسيلسو أموريم، أكّدا خلال اجتماعهما أمس في اسطنبول، مع نظيرهما الإيراني منوشهر متكي، على ضرورة تسوية الموضوع النووي الإيراني بالطرق السلمية والدبلوماسية. ودعت تركيا والبرازيل إيران الى التفاوض بـ«ليونة» و«شفافية» مع الدول الغربية.
وقال أموريم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع داوود أوغلو، «نحاول خلق نظام عالمي جديد. وحل هذه القضية العالمية (النووي الإيراني) هو لمصلحة الجميع». وأضاف إن الشيء الوحيد الذي يمكن البلدين القيام به لحل الخلاف حول ملف إيران النووي هو جمع الأطراف المعنية معاً، مشدداً على أن البرازيل تريد من إيران أن تظهر سلوكاً مرناً وتجتمع مع مجموعة فيينا (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والوكالة الدولية للطاقة الذرية).
من جهته، قال وزير الخارجية التركي، إن إيران تفضّل إجراء محادثات مع الاتحاد الأوروبي بشأن برنامجها النووي عقب انتهاء شهر رمضان في النصف الأول من شهر أيلول المقبل.
وقال داود أوغلو «نحاول بدء المفاوضات مجدداً بين إيران ومجموعة «5+1»(الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالاضافة الى ألمانيا) في أقرب وقت ممكن، وسنبذل قصارى جهدنا أيضاً حتى نبدأ المفاوضات الفنية في أقرب وقت ممكن».
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن داوود أوغلو قوله إن ما يفعله الأتراك هو إرساء الأسس لمحادثات بين كبير المفاوضين في المحادثات النووية الإيرانية، سعيد جليلي، ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين اشتون.
وأوضح الوزير التركي أن اتفاق مبادلة الوقود النووي الإيراني الذي وقع في طهران في أيار الماضي، بين تركيا والبرازيل وإيران، رسم إطاراً لتدابير بناء الثقة، ولم يهدف لتسوية نهائية للمشكلة.
وفي السياق، يبدأ اليوم في طهران اجتماع أمني إيراني ـــــ تركي مشترك يستغرق ثلاثة أيام، ويتناول العديد من القضايا الأمنية التي تهم البلدين، حسبما ذكرت وكالة «مهر» للأنباء.
من جهة ثانية، أعلن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، خلال المهرجان الخامس للمبدعين المتميزين، أن أي بلد أو شخص يتطاول على بلاده فإن الشعب الايراني سيقطع يده.
وأضاف «لسنا بحاجة الى حرب في مواجهة أميركا وعملائها، بل إن الانتصار سيتحقق بفضل تدبير إيران وثقافتها وسياستها».
وحذّر الرئيس الإيراني الغرب قائلاً «ينبغي أن يعلم كل من يتخذ قراراً ضد الشعب الإيراني مثل ما يطلق عليه عقوبات ضد السفن أو ضد الطائرات أن رد فعل إيران سيكون فورياً. والجميع يعلم بأن رد فعل الشعب الإيراني سيجعلهم يندمون». وقال «سنرد بحزم على أي بلد يتبنّى السيناريو المعادي لإيران، لأننا نعتبر ذلك عداءً لإيران».
وكان الرئيس الايراني قد حمل بشدة على الرئيس الروسي، قائلاً إن مدفيديف «قال خلال اجتماع مع سفرائه إن إيران في طريقها الى صنع القنبلة الذرية. ونحن نشعر بالأسف لكون مدفيديف أصبح المتحدث باسم مشروع أعداء إيران».
من ناحية ثانية، أعلن الرئيس الإيراني أن بلاده تعتزم إرسال رجل الى الفضاء في 2019، رداً على القوى العظمى التي تضغط عليها لتعليق برنامجها النووي.
من ناحيته، أعلن رئيس الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، أن بلاده سترسل رداً خطياً إلى مجموعة فيينا بشأن برنامجها النووي، خلال اليومين أو الأيام الثلاثة المقبلة.
وقال صالحي، على هامش حفل إطلاق خطة الانصهار النووي الوطني، إن إيران أنشأت صندوقاً بمبلغ ثمانية ملايين دولار لإجراء أبحاث «جادة» في مجال الالتحام النووي، الذي يمكن من خلاله إنتاج الطاقة النووية عبر دمج النوايا الخفيفة.
من جهة أخرى، أعلن نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، العميد حسين سلامي، بلوغ إيران مرحلة الإنتاج المكثف للصواريخ البالستية، فيما قال مساعد رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية، العميد مسعود جزائري، إنه «ستحصل في العراق وأفغانستان تطورات كبيرة في المستقبل القريب»، واصفاً دعم طهران لبغداد بأنه استراتيجي.

طهران تعتزم إرسال رجل الى الفضاء في 2019 رداً على «القوى العظمى»
وفي السياق، رأى القائد العام لقوات الحرس الثوري الايراني، اللواء محمد علي جعفري، أن إيران «تواجه اليوم معركة صعبة في إطار الحرب الناعمة التي يشنها الأعداء».
في الشأن الداخلي، ذكرت صحيفة «آرمان» أنه أُفرج بكفالة بلغت 150 ألف يورو، عن المتحدث باسم منظمة «مجاهدو الثورة الاسلامية» الإصلاحية، محسن آرمين، الذي اعتُقل في 16 أيار، من سجن أيوين شمال طهران.
في هذه الأثناء، قالت وزارة الداخلية الألمانية، إن 12 إيرانياً مُنحوا حق اللجوء في ألمانيا، بعد فرارهم إلى تركيا، عقب احتجاجات المعارضة التي اندلعت العام الماضي. وأضافت الوزارة إن هؤلاء جزء من مجموعة من المعارضين للحكومة الايرانية تبلغ 50 شخصاً.
من ناحية ثانية، أعلن نائب وزير الداخلية الإيراني، علي عبد الله، اعتقال عدد من الاشخاص يشتبه في أنهم متواطئون في الاعتداء الذي استهدف في منتصف تموز مسجداً في عاصمة إقليم سيستان وبلوشستان، مدينة زاهدان، الواقعة جنوب شرق إيران، وأوقع 28 قتيلاً.
(مهر، إرنا، أ ف ب، رويترز،
فارس، يو بي آي)