h1>تل أبيب تعيد «مرمرة» وسفينتين إلى أنقرة... وآيلاند يهاجم السياسيين والجيشلا تزال تداعيات الاعتداء الإسرائيلي على قافلة اسطول الحرية، الى قطاع غزة، الذي أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين، تتوالى على المستويين المحلي الاسرائيلي والدولي
شكل مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، أمس، طاقماًَ من الخبراء الدوليين للتحقيق في الاعتداء الاسرائيلي على أسطول الحرية في أيار الماضي. وقالت الأمم المتحدة، في بيان، إن ثلاثة خبراء سيشاركون في «المهمة الدولية المستقلة لتحديد الوقائع والمكلفة التحقيق في انتهاكات القانون الدولي»، وهم كارل هدسون ـــــ فيليبس (ترينيداد وتوباغو) القاضي في المحكمة الجنائية الدولية من 2003 الى 2007، وديزموند دو سيلفا (بريطانيا) كبير المدّعين في المحكمة الخاصة بسيراليون في عام 2005، وماري شانثي ديريام (ماليزيا) من مجموعة العمل حول المساواة بين الجنسين في برنامج الأمم المتحدة للتنمية.
بموازاة ذلك، قررت إسرائيل إعادة السفن الثلاث المحتجزة لديها، منذ اعتداء قواتها البحرية على قافلة اسطول الحرية، الى تركيا. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان قرار تسليم السفن، بينها سفينة مرمرة التي قتل على متنها تسعة مواطنين اتراك، اتخذ خلال جلسة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان، بعد مفاوضات جرت بين الطرفين التركي والاسرائيلي، وبعد طلب الاخيرة ان لا تؤدي هذه السفن اي دور في اية قوافل اضافية.
وكجزء من تداعيات المجزرة الاسرائيلية بحق المواطنين الاتراك، قدم ثلاثة نشطاء إسبان دعوى مدنية ضد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، وستة وزراء آخرين اضافة الى قائد سلاح البحرية بتهمة «التخطيط الدقيق للعملية من أجل قتل أكثر ما يمكن من النشطاء» الذين حاولوا إيصال المساعدات الى قطاع غزة. لكن وزارة الخارجية الاسرائيلية رأت ذلك «استمراراً للتحريض بوسائل اخرى».
من جهة اخرى، وجه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق اللواء احتياط غيورا آيلاند، الذي ترأس طاقم تحقيق شكله الجيش في الأحداث التي رافقت أسطول الحرية التركي، انتقادات إلى القيادتين السياسية والعسكرية على أدائها وتعاملها في مواجهة الأسطول ونتائج العملية العسكرية ضده.
دولة إسرائيل تتصرف مثل إنسان يسير في الظلمة ولديه مصباح لكنه لا يضيئه
وأوضح آيلاند، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أنه «كان لدى سلاح البحرية (الإسرائيلي) شعور خاطئ بأن العملية العسكرية خاصة بهم وعملوا على تنفيذها وحدهم». وأضاف «كان عليهم (في سلاح البحرية) أن يطلبوا من الموساد وضع عميل في السفينة (مرمرة) كما أنه كان يجب أن تقوم شعبة الاستخبارات العسكرية بدور مركزي» في مواجهة الأسطول.
وشدد آيلاند على أنه تعيّن على المسؤولين الاسرائيليين، وخصوصاً نتنياهو وباراك وليبرمان ورئيس أركان الجيش غابي أشكينازي ورئيس الموساد مئير داغان ورئيس الشاباك يوفال ديسكين، أن «يجلسوا ويتحدثوا قبل شهرين من العملية، لكن هذا لم يحدث ولم يجر أي بحث كهذا»، في إشارة إلى أن القيادة الإسرائيلية لم تجر مداولات جدية حول اعتراض الأسطول والتعامل مع النشطاء على متنه.
وشدد آيلاند، في المقابلة، على أنه كانت هناك بدائل للسيطرة على السفينة «إذ كان بالإمكان إحضار مدافع مائية (أي خراطيم مياه) ورش الماء على سطح السفينة أو سكب 5 أطنان من مياه البحر من طائرة مروحية» على النشطاء على سطح السفينة وحاولوا مقاومة القوة الإسرائيلية.
وتابع آيلاند أن رئيس الاركان غابي أشكينازي بعث برسالة إلى نتنياهو وباراك طالب فيها ان تفعل الحكومة الإسرائيلية كل شيء من أجل منع صعود الجنود إلى سفينة «مرمرة». لكنه اضاف «أنا أختلف مع رئيس هيئة الأركان العامة ( أشكينازي) في كل ما يتعلق بمدى ضلوع الجيش في المواضيع السياسية، فمنظور رئيس هيئة الأركان يقول: لا اريد إدخال الجيش إلى النقاشات السياسية».
وانتقد آيلاند قائد سلاح البحرية اللواء أليعازر ماروم بقوله إنه «أراد تنفيذ العملية بعيداً عن شواطئ اسرائيل لكي يكون لديه وقت كاف للرد على أي تطورات، وهو لم يستغل هذا الوقت لأنه لم يُعدّ خطة بديلة». وقال إن «الخطأ الأول الذي ارتكبته شعبة الاستخبارات العسكرية تمثل في عدم التقدير الصحيح لقوة وإصرار ومحفزات وأيديولوجية منظمة IHH التي كان مندوبوها على متن مرمرة». وأضاف أنه «تعين على الجيش أن يكون أكثر تشدداً وتصلباً في مطالبه وأن يطالب الموساد بالتدقيق معه في اتجاهات أخرى لوقف السفينة بوسائل سرية».
وقال آيلاند إن «قادة منظمة IHH و(رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان كانوا أعضاءً في الفرع ذاته للحزب الإسلامي في اسطنبول في التسعينيات، ولا يحتاج الأمر إلى تعقيدات للوصول إلى هذه المعلومة».
كذلك انتقد آيلاند الإعلام الإسرائيلي، وخصوصاً العسكري، وقال «كانت هناك إشكاليتان في الإعلام، الأولى أن قسماً من بيانات الناطق العسكري (العميد أفي بنياهو) وتحرير المواد المصورة تم بصورة بطيئة جداً بسبب سلسلة مصادقات التوائية، والخطأ الآخر تعلق بالتعامل مع المراسلين الأجانب».
وشدد على أنه تعيّن على قادة العملية وقف تنفيذها بعدما واجهت قوة الكوماندوس مقاومة على سطح «مرمرة»، إذ إن «هذه ليست عملية عسكرية عليك إنهاؤها بعد دقيقة».
وفي رده على سؤال عن كيفية الاستعداد لمواجهة الأسطول قال آيلاند «أول شيء يجب منع وصول الأسطول (إلى شواطئ غزة) بطرق سياسية، والعبرة العسكرية كالتالي: عندما يكون هناك حدث معقد فإنه، إضافة إلى أنظمة القتال الاعتيادية، من المناسب القيام بعملية تفكير موازية من أجل الامتناع عن التفكير الضيق الذي يؤدي إلى التمسك بخطة ليست بالضرورة هي الخطة الوحيدة المناسبة، مثلما حدث في هذه الحالة».
وخلص آيلاند إلى توجيه انتقاد شديد للغاية للأداء الإسرائيلي وقال إن «دولة اسرائيل تتصرف مثل إنسان يسير في الظلمة ولديه مصباح لكنه لا يضيئه، وبعد ذلك يتعثر بحجر ويسقط، وفقط عندما يكون أنفه مغروزاً في الأرض يسأل: كيف أخرج من هذا الوضع؟». وتابع «هكذا نحن وهكذا حدث في الأسطول، فعندما وصلت السفن كانت أمامنا إمكانيتان سيئتان. إيقافها أو السماح لها بالإبحار إلى غزة، (لكن) قبل ذلك بثلاثة شهور كانت هناك إمكانيات أكثر، ووقتها قررنا ألا نفعل شيئاً».
(الأخبار، يو بي آي)