شارف الاتحاد الأوروبي على وضع مشروع عقوبات جديد ضد طهران، فيما لا تزال تصريحات المسؤولين الإيرانيين تتّسم بالتحدّي، إذ دعت طهران الولايات المتحدة إلى «إحداث انعطافة في استراتيجيّتها» والإقرار بعالم «متكافئ»
توصّلت بلدان الاتحاد الأوروبي الـ27، أمس، إلى تحقيق «تقدم واضح» بشأن اتفاق على مضمون عقوبات مشددة تنوي فرضها على إيران بسبب برنامجها النووي، حسبما أعلنت مصادر دبلوماسية لوكالة «فرانس برس».
وقال أحد هذه المصادر إنه خلال اجتماع سفراء بلدان الاتحاد الأوروبي في بروكسل «حصل اتفاق على الأمور الجوهرية، ولا يزال هناك فقط بعض التفاصيل التقنية والصيغ التي يتعيّن وضع اللمسات الأخيرة عليها».
ولا تزال التدابير الجديدة، التي تتخطى العقوبات التي صوّت عليها أخيراً مجلس الأمن، تحتاج إلى موافقة رسمية من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حتى يمكن أن تدخل قانوناً حيّز التطبيق، وذلك خلال اجتماع يعقد في بروكسل الاثنين المقبل.
وتستهدف العقوبات خصوصاً قطاع صناعة الغاز والنفط الاستراتيجي في إيران.
ومن المقرر منع الاستثمارات الجديدة والمساعدات التقنية ونقل التكنولوجيا والمعدات والخدمات المتصلة بهذه القطاعات، وخصوصاً تكرير النفط وتسييل الغاز.
وفي السياق، أعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في المنفى، أن العقوبات الدولية على إيران لن تثني النظام الإسلامي عن تنفيذ طموحاته في تطوير أسلحة ذرية.
وحثّ المجلس، وهو الذراع السياسية لمنظمة «مجاهدي خلق»، الاتحاد الأوروبي على شلّ اقتصاد إيران، من خلال تنفيذ الحظر الصارم على المصرف المركزي الإيراني وفرض حظر على جميع المشتريات الإيرانية من النفط والغاز.
في المقابل، قال نائب قائد قوات حرس الثورة الإسلامية الإيرانية، العميد حسين سلامي، «لقد حان الوقت لحصول انعطافة كبيرة في استراتيجية أميركا، وعلى الأميركيين أن يقرّوا بعالم متكافئ من أجل إنقاذ أنفسهم».

طهران تدعو واشنطن الى إحداث انعطافة في استراتيجيّتها والإقرار بعالم «متكافئ»

وأضاف سلامي، خلال لقاء مع ممثلي الملحقيّات العسكرية الأجنبية لدى إيران لمناسبة يوم حرس الثورة، «إن إيران لديها ذكريات سيّئة من الاستعمار البريطاني وأميركا والملوك المرتبطين بهما على مدى مئة عام مضت». ورأى أن المعادلات الدولية «تغيّرت، وتاريخ تسلّط قوة عظمى واحدة قد ولّى». وقال «نحن صامدون لأننا نملك تجربة 30 عاماً من الأزمات الشديدة التي تعرّضنا خلالها لأقسى العقوبات».
إلى ذلك، كشف مصدر دبلوماسي عراقي أن السفير الإيراني الجديد لدى بغداد، حسن دانائي فر، «سيتسلّم إدارة السفارة يوم السبت المقبل، بعد مغادرة السفير الحالي حسن كاظمي قمي خلال اليومين المقبلين».
وأشار المصدر، بحسب شبكة «السومرية نيوز»، إلى أن دانائي فر مولود في بغداد عام 1962، وكان نائب قائد القوات البحرية في الحرس الثوري خلال فترة قيادة الجنرال علي شمخاني للحرس. وتعرّض دانائي فر وأسرته للترحيل من العراق على يد النظام السابق أثناء الحرب الإيرانية العراقية، لكونه من أصول إيرانية، وعمل بعد ذلك مع المعارضة العراقية في منظمة «بدر»، الذراع العسكرية للمجلس الأعلى العراقي، بحسب المصدر نفسه. وتربط السفير الإيراني الجديد علاقات قوية مع السياسيين العراقيين، وبخاصة الشيعة منهم، وعلى رأسهم رئيس الحكومة نوري المالكي.
(أ ف ب، الأخبار، يو بي آي، أ ب)