نيويورك ـ نزار عبودخاص بالموقع - واصلت الأمم المتحدة دعم الطرح الإسرائيلي الأميركي بضرورة الإسراع في عقد مفاوضات مباشرة بشأن التسوية الفلسطينية. وقال مساعد بان كي مون للشؤون السياسية، لين باسكو، خلال الاجتماع الشهري لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في الشرق الأوسط، إن المفاوضات برعاية أميركية «يجب أن تأتي في إطار احترام الأطراف لالتزاماتهم»، داعياً إلى «عدم تفويت هذه الفرصة»، منتقداً «مواصلة بناء جدار الفصل العنصري وهدم المنازل».
باسكو رحب بالتحسن في دخول المواد إلى غزة، التي قال إنها «وصلت إلى 780 شاحنة في الأسبوع مع بقاء الحظر على مواد البناء باستثناء المشاريع التي تشرف عليها السلطة الفلسطينية». وأكد أن هدف الأمم المتحدة «لا يزال الوصول إلى فتح كامل للمعابر»، مشيراً إلى أن معبر رفح «لا يزال مفتوحاً منذ 2 حزيران الماضي». ورغم أن الفضل في هذا التطور يعود إلى ضحايا «أسطول الحرية»، فإن باسكو جدد تأكيده أنه لا يرحب بقوافل المساعدات المدنية لحل المشاكل الإنسانية، قائلاً إنها «تنطوي على احتمال التصعيد من دون ضرورة».
وتحدث باسكو عن تأليف لجنتي تحقيق إسرائيليتين في العدوان على الأسطول، مع تعيين شخصيتين أجنبيتين اختارتهما إسرائيل. لكنه أكد أن بان يشدد على ضرورة تأليف لجنة تحقيق دولية «تقوم على أساس التحقيق الداخلي»، ما يعد انحرافاً مهماً عن مطالباته السابقة بالحياد والشفافية والمستوى الدولي.
وفيما أشار باسكو إلى مقتل أربعة من سكان غزة في غارات إسرائيلية، «أحدهم مسلح»، برر ذلك بإطلاق الفلسطينيين 41 قذيفة صاروخية في اتجاه جنوب إسرائيل خلال الفترة الماضية. ووصف إطلاق النار على الفلسطينيين عند أحد المعابر، الذي أدى إلى مصرع مدني وجرح 18، بينهم 4 أطفال، بـ«طلقات تحذيرية» بأنه مقتبس عن بيان إسرائيلي. لكنه وصف طرد مقدسيين بأنه «خطوة خطيرة إلى الخلف تقوض الآمال في التقدم السياسي لضرورة إيجاد طريقة لظهور القدس عاصمة لدولتين». ودعا إلى تمديد تجميد الإستيطان في الضفة إلى ما بعد 26 أيلول، الموعد المحدد، وإلى تفكيك بؤر الاستيطان التي لم تفكك.
لبنان
وفي الشق اللبناني، أشار باسكو إلى عودة الهدوء إلى بلدات الجنوب. لكن الانتهاكات الإسرائيلية اليومية لم تتوقف. وتناول زيارة رئيس الوزراء سعد الحريري لدمشق، مشيراً إلى توقيع 17 اتفاقية تشمل كل مظاهر التعاون بينهما. واستبشر بقرب توصل مجلس النواب اللبناني إلى اتفاق على الحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان. وتوقع عودة أول ألفين من سكان نهر البارد إلى مساكنهم نهاية العام. وحثّ الدول على تقديم مساعدات لمنظمة الأونروا.
وسارعت غابرييلا شاليف، مندوبة إسرائيل التي اقترب موعد رحيلها من المنظمة، بعد الدعوة إلى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين من دون شروط مسبقة، إلى توجيه هجوم شديد على «حزب الله»، متهمة إياه بتكديس السلاح المهرب من سوريا وإيران في الأماكن المأهولة بالسكان قرب المدارس والمستشفيات وأماكن العبادة في مدن الجنوب وقراه. واتهمته بمضايقة قوات اليونيفيل وانتهاك قرار مجلس الأمن 1701. وأضافت أن التهديدات لكيانها «باتت متنوعة»، مشيرة إلى التهديد النووي الإيراني، فضلاً عن منظمات مسلحة مثل «حماس» و«حزب الله».
ورد مندوب سوريا الدائم، بشار الجعفري، مطالباً مجلس الأمن بتطبيق قراراته التي بقيت حبراً على ورق، مركزاً على العدوان على أسطول الحرية وتهويد القدس والاستيطان وبناء دولة عنصرية في فلسطين. وقال إن الأمن الذي تدعو إليه إسرائيل هو «أمنهم هم، الذي لا يتحقق إلى حساب أمننا وحقوقنا نحن». وطالب بتقديمهم البراهين على الرغبة في السلام بدلاً من مواصلة مطالبة العرب بالتنازلات منذ مؤتمر مدريد. وفيما أكد أنهم المحتلون المغتصبون للأرض والمعتدون على الشعوب، أضاف أنهم «يقومون بتلك الأفعال ومن ثم يطلبون الحماية والضمانة ويضعونها قناعاً بهدف الابتزاز والحصول على المزيد من التنازلات».
بدورها، طالبت مندوبة الولايات المتحدة المناوبة، بروك أندرسون، بالمزيد من التقارب في محادثات التسوية، وطالبت بلجم قوى التطرف بالتركيز على «حماس». وشددت على التصرف «بمسؤولية» في إعادة بناء غزة، وزيادة حرية العبور عن المستوى الحالي الذي رحبت به. وانتقدت الإجراءات الإسرائيلية الأحادية في القدس، ولا سيما هدم منازل الفلسطينيين. وجددت دعمها لقوات اليونيفيل وحقها في الحركة في منطقة عملياتها. وشددت على دعمها الثابت لسيادة لبنان واستقلاله مع تطبيق «قراري مجلس الأمن 1559 و1680 و1701. واليونيفيل ليست أساسية في تطبيق القرار 1701، بل أيضاً من أجل الحفاظ على الهدوء على الخط الأزرق. ونحن ندعو الأطراف كافة إلى المحافظة على حرية حركة اليونيفيل في منطقة عملياتها وندعم بقوة مهمتها».